الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4650 4651 ص: واحتج أهل المقالة الأولى أيضا لقولهم بما روي عن رسول الله -عليه السلام-:

                                                حدثنا يونس، أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن علقمة بن وقاص الليثي: أنه سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على المنبر يقول: قال رسول الله -عليه السلام-: الأعمال بالنية، وأنما لامرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله؛ فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه". .

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ... فذكر بإسناده مثله.

                                                [ ص: 269 ] قالوا: فلما قال: "الأعمال بالنية" ثبت أن عملا لا ينفذ من طلاق ولا عتاق ولا غيره إلا أن تكون معه نية.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي: احتج أهل المقالة الأولى أيضا فيما ذهبوا إليه بحديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ فإنه قال في حديثه عن النبي -عليه السلام-: "الأعمال بالنية".

                                                وطلاق المكره حاك لما أمر أن يقوله فقط، ولا طلاق على من حكى كلاما ما لم يعتقده.

                                                ثم إنه أخرج الحديث المذكور من طريقين صحيحين:

                                                الأول: رجاله كلهم رجال الصحيح.

                                                والثاني: كذلك ما خلا ابن مرزوق .

                                                وأخرجه الجماعة .

                                                فأول ما افتتح به البخاري كتابه هذا الحديث.

                                                وهو حديث مشهور، وفيه أبحاث كثيرة بين أهل العلم.




                                                الخدمات العلمية