الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5117 ص: حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، قال: أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال: حدثني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة -رضي الله عنه- أخبره أن رسول الله -عليه السلام- قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، ورجاله كلهم رجال الصحيح.

                                                ويونس الثاني هو ابن يزيد الأيلي .

                                                وأخرجه البخاري في كتاب "الجهاد": عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة نحوه.

                                                [ ص: 179 ] ومسلم في "الإيمان": عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو وحرملة وأحمد بن عيسى ، عن ابن وهب ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري نحوه.

                                                والنسائي في "الجهاد": عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ... إلى آخره نحو رواية الطحاوي عن يونس .

                                                قوله: "أمرت" على صيغة المجهول، أي: أمرني الله تعالى، وبناه هكذا إما للتعظيم وإما للعلم بالفاعل.

                                                قوله: "عصم مني" أي منع مني ماله ونفسه، كما في قوله تعالى: والله يعصمك من الناس و: لا عاصم اليوم من أمر الله و: يعصمني من الماء وقد فسره في حديث آخر بقوله: "حرم ماله ودمه"، قال عياض: واختصاصه ذلك بمن قال: لا إله إلا الله تعبير عن الإجابة إلى الإيمان، وأن المراد بها مشركو العرب وأهل الأوثان ومن لا يقر بالصانع ولا يوحده، وهم كانوا أول من دعي إلى الإسلام وقوتل عليه، فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد والصانع فلا يكتفى في عصمة دمه بقوله ذلك؛ إذ كان يقولها في كفره وهي من اعتقاده؛ فلذلك جاء في الحديث الآخر: "وأني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة".

                                                قوله: "وحسابه على الله" يعني حساب سره إن أظهر ما يحقن دمه ويعصمه وأبطن خلافه كما فعله المنافقون، فذلك إلى المطلع على السرائر، وأن حكم النبي -عليه السلام- والأئمة من بعده إنما كان على الظاهر.




                                                الخدمات العلمية