الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6611 ص: حدثنا علي بن معبد ، قال: ثنا يونس بن محمد ، قال: ثنا حكم بن عطية ، عن أبي الرباب ، عن معقل بن يسار ، قال: " كنا مع رسول الله -عليه السلام- في مسير له، وإنا نزلنا في مكان فيه شجر ثوم فبث أصحابه فيه فأكلوا منه، ثم عدوا إلى المصلى، فوجد النبي -عليه السلام- ريح الثوم، فقال: لا تقربوا هذه الشجرة، قال: ثم جاءوا الثانية إلى المصلى فوجد ريحها، فقال: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن المصلى". .

                                                [ ص: 220 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 220 ] ش: يونس بن محمد بن مسلم البغدادي روى له الجماعة، وحكم بن عطية العيشي -بالشين المعجمة- وثقه يحيى بن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي. وروى له الترمذي، وقال: قد تكلم بعضهم فيه.

                                                وأبو الرباب -بفتح الراء بعدها الباء الموحدة، وفي آخره باء موحدة أخرى- قال ابن ماكولا: أبو الرباب القشيري اسمه مطرف بن مالك روى عن أبي الدرداء، روى عنه محمد بن سيرين وغيره.

                                                أبو الرباب عن معقل بن يسار قال عبد الغني: لعله الذي قبله.

                                                وقال ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل": مطرف بن مالك أبو الرباب القشيري شهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعري، روى عنه زرارة بن أوفى ومحمد بن سيرين، سمعت أبي يقول ذلك. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال: مطرف بن مالك أبو الرباب .

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، ثنا الحكم بن عطية ، عن أبي الرباب قال: سمعت معقل بن يسار يقول: "كنا مع رسول الله -عليه السلام- في مسير له فنزلنا منزلا في مكان كثير الثوم، وإن أناسا من المسلمين أصابوا منه، ثم جاءوا إلى المصلى يصلون مع النبي -عليه السلام-، فنهاهم عنها [ثم جاءوا بعد ذلك إلى المصلى فنهاهم عنها، ثم جاءوا بعد ذلك إلى المصلى فنهاهم عنها] ، ثم جاءوا بعد ذلك إلى المصلى فوجد ريحها منهم، فقال: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا في مسجدنا".

                                                ثم اعلم أن الطحاوي: أخرج أحاديث هذا الباب إلى هاهنا عن ثمانية أنفس من الصحابة، وهم: عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن زيد بن عاصم وأنس بن مالك ، وجابر بن عبد الله وبشير بن معبد الأسلمي ومعقل بن يسار .

                                                [ ص: 221 ] ولما أخرج الترمذي حديث جابر قال: وفي الباب عن عمر وأبي أيوب وأبي هريرة وأبي سعيد وجابر بن سمرة وقرة بن إياس المزني وابن عمر - رضي الله عنهم - .

                                                قلت: وفي الباب أيضا عن حذيفة وعقبة بن عامر الجهني والمغيرة بن شعبة وأبي أمامة وسفيان بن وهب الخولاني، وأم أيوب الأنصارية وعائشة - رضي الله عنهم -.

                                                أما حديث عمر وأبي أيوب وجابر بن سمرة وقرة بن إياس فقد أخرجه الطحاوي في الفصل الثاني على ما سيجيء، إن شاء الله تعالى.

                                                وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم: حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد -قال عبد: أنا، وقال ابن رافع: [ثنا] - عبد الرزاق قال: أنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة، أن رسول الله -عليه السلام- قال: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا، ولا يؤذنا بريح الثوم".

                                                وأما حديث أبي سعيد الخدري فأخرجه مسلم أيضا: حدثني عمرو الناقد قال: أنا إسماعيل بن علية ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال: "لم نعد أن فتحت خيبر، فوقعنا أصحاب رسول الله -عليه السلام- في تلك البقلة: الثوم والناس جياع، فأكلنا منه أكلا شديدا ثم رحنا إلى المسجد، فوجد رسول الله -عليه السلام- الريح، فقال: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يغشينا في المسجد، قال الناس: حرمت حرمت، فبلغ ذلك النبي، -عليه السلام- فقال: أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله، ولكنها شجرة أكره ريحها".

                                                وأخرجه أبو داود أيضا.

                                                [ ص: 222 ] وأما حديث حذيفة:

                                                فأخرجه أبو داود: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا جرير ، عن الشيباني ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة -أظنه- عن رسول الله -عليه السلام- قال: "من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه، ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا ثلاثا".

                                                وأما حديث عقبة بن عامر:

                                                فأخرجه ابن ماجه: ثنا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة ، عن عثمان بن نعيم ، عن المغيرة بن نهيك ، عن دخين الحجري أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول: إن رسول الله -عليه السلام- قال لأصحابه: "لا تأكلوا البصل، ثم قال كلمة خفية: النيء".

                                                وأما حديث المغيرة بن شعبة وأبي أمامة وسفيان بن وهب، وأم أيوب الأنصارية: فأخرجه الطحاوي على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.

                                                وأما حديث عائشة - رضي الله عنها -:

                                                فأخرجه أبو داود: ثنا إبراهيم بن موسى، قال: أنا.

                                                وثنا حيوة بن شريح، قال: ثنا بقية ، عن [بحير] عن خالد ، عن أبي زياد خيار بن سلمة: "أنه سأل عائشة عن البصل، فقالت: إن آخر طعام أكله رسول الله -عليه السلام- طعام فيه بصل".




                                                الخدمات العلمية