الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6615 ص: وقد حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا يزيد بن هارون ، قال: أنا أبو هلال الراسبي وغيره ، عن حميد بن هلال ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن المغيرة بن شعبة، قال: "أكلت الثوم على عهد رسول الله -عليه السلام- فأتيت المسجد وقد سبقت بركعة، فدخلت معهم في الصلاة فوجد رسول الله -عليه السلام- ريحه، فلما سلم قال: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة ، فلا يقربن مصلانا حتى يذهب ريحها، فأتممت صلاتي، فلما [ ص: 227 ] سلمت قلت: يا رسول الله أقسمت عليك إلا أعطيتني يدك، فناولني يده فأدخلتها في كمي حتى انتهيت إلى صدري فوجده معصوبا فقال: إن لك عذرا".

                                                ففي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنا في مسجدنا حتى يذهب ريحها" دليل على أنه إنما نهى عن أكلها لئلا يؤذي ريحها من يحضر المسجد؛ لا لأن أكلها حرام".

                                                التالي السابق


                                                ش: من الآثار التي دلت على ما ذهب إليه الجمهور حديث المغيرة بن شعبة .

                                                أخرجه بإسناد صحيح: عن علي بن شيبة بن الصلت السدوسي ، عن يزيد بن هارون الواسطي شيخ أحمد ، عن أبي هلال محمد بن سليم الراسبي وغيره، عن حميد بن هلال بن هبيرة البصري ، عن أبي بردة عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري ، عن المغيرة بن شعبة .

                                                وأخرجه أبو داود: عن شيبان بن فروخ ، عن أبي هلال الراسبي ... . إلى آخره نحوه.

                                                قوله: "معصوبا" أي مشدودا.




                                                الخدمات العلمية