الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6619 6620 6621 6622 [ ص: 229 ] ص: حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا شعيب بن الليث ، قال: ثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن أبي رهم السماعي ، أن أبا أيوب حدثه قال: "قلت: يا رسول الله، كنت ترسل بالطعام فأنظر فيه، فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت يدي فيه، حتى كان هذا الطعام الذي أرسلت به، فنظرت فيه فلم أر فيه أثر أصابعك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجل إن فيه بصلا فكرهت أن آكله من أجل الملك الذي يأتيني، وأما أنتم فكلوه".

                                                حدثنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري ، قال: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال: حدثني ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب. . ... ، فذكر بإسناده مثله.

                                                حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا عباس بن الوليد الرقام، قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن إسحاق ، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن يزيد بن عبد الله ، عن أبي أمامة ، عن أبي أيوب ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله، غير أنه لم يسم الشجرة.

                                                حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب ، قال: أخبرني عمر بن الحارث ، عن بكر بن سوادة أن سفيان بن وهب حدثه عن أبي أيوب الأنصاري ، عن رسول الله -عليه السلام- بنحوه، إلا أنه قال: "بصل أو كراث" وزاد في آخره: "ليس بمحرم". .

                                                فقد أباح رسول الله -عليه السلام- في هذه الآثار للناس أكل البصل والكراث، وأن ذلك غير محرم.

                                                التالي السابق


                                                ش: من الآثار التي دلت على ما ذهب إليه الجمهور حديث أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري .

                                                أخرجه من أربع طرق:

                                                الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي ، عن شعيب بن الليث ، عن أبيه الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب سويد المصري ، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني ، عن أبي رهم السماعي واسمه أحزاب ذكره ابن يونس في [ ص: 230 ] "تاريخ مصر"، وقال: أبو رهم السماعي وهو الجرهمي قديم الموت، روى عن أبي أيوب الأنصاري روى عنه عبد الرحمن بن شماسة وأبو الخير وغيرهما.

                                                والحديث أخرجه أحمد بأتم منه: نا يونس، نا ليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن أبي رهم السماعي، أن أبا أيوب حدثه: "أن رسول الله -عليه السلام- نزل بيتنا الأسفل وكنت في الغرفة فأهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتبع الماء؛ شفقة أن يخلص الماء إلى رسول الله -عليه السلام- فنزلت إلى رسول الله -عليه السلام-، وأنا مشفق، فقلت: يا رسول الله، إنه ليس ينبغي أن نكون فوقك، انتقل إلى الغرفة، فأمر النبي -عليه السلام- بمتاعه فنقل، فقلت: يا رسول الله، كنت ترسل إلي بالطعام، فأنظر، فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت يدي فيه، حتى إذا كان هذا الطعام الذي أرسلت به إلي، فنظرت فيه، فلم أر فيه أثر أصابعك، فقال رسول الله -عليه السلام-: أجل إن فيه بصلا، فكرهت أن آكله من أجل الملك الذي يأتيني، وأما أنتم فكلوه".

                                                الثاني: عن صالح بن عبد الرحمن ، عن أبي عبد الرحمن المقرئ -واسمه عبد الله بن يزيد- شيخ البخاري ، عن عبد الله بن لهيعة فيه مقال، عن يزيد بن أبي حبيب ... . إلى آخره.

                                                الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن عياش -بالياء آخر الحروف والشين المعجمة- الرقام القطان البصري شيخ البخاري وأبي داود ، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي البصري ، عن محمد بن إسحاق المدني ، عن يزيد بن أبي حبيب سويد المصري ، عن مرثد بن عبد الله اليزني أبي الخير المصري ، عن أبي أمامة صدي بن عجلان الصحابي ، عن أبي أيوب .

                                                أخرجه الطبراني: نا معاذ بن المثنى، ثنا يحيي بن معين (ح).

                                                وحدثنا محمد بن علي الناقد البصري ثنا نصر بن علي، قالا: ثنا وهب بن جرير، [ ص: 231 ] ثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبد الله اليزني ، عن أبي أمامة ، عن أبي أيوب - رضي الله عنهما - قال: "لما نزل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: بأبي وأمي، إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل مني، فقال رسول الله -عليه السلام-: إن الأرفق بنا أن نكون في السفل؛ لمن يغشانا من الناس. فلقد رأيت جرة لنا انكسرت فأهريق ماؤها، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا، ما لنا لحاف غيرها، فننشف بها الماء فرقا من أن يصل إلى رسول الله -عليه السلام- منه شيء يؤذيه، وكنا نصنع طعاما فإذا رد ما بقي منه تيممنا مواضع أصابعه، فأكلنا منها [نريد] بذلك البركة، فرد علينا عشاءه ليلة، وكنا جعلنا فيه ثوما -أو بصلا- فلم نر فيه أثر أصابعه، فذكرت له الذي كنا نصنع والذي رأينا من رده الطعام ولم يأكل، فقال: إني وجدت منه ريح هذه الشجرة وأنا رجل أناجى، فلم أحب أن يوجد مني ريحه، فأما أنتم فكلوه".

                                                الثالث: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث المصري ، عن بكر بن سوادة بن ثمامة المصري ، عن سفيان بن وهب الصحابي المصري ، عن أبي أيوب الأنصاري .

                                                وأخرجه الطبراني: ثنا يحيي بن عثمان بن صالح، ثنا أصبغ (ح).

                                                وحدثنا أحمد بن رشدين، ثنا أحمد بن صالح، قالا: ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكر بن سوادة، أن سفيان بن وهب حدثه، عن أبي أيوب: "أن رسول الله -عليه السلام- أرسل إليه بطعام مع خضرة فيه بصل -أو كراث- لم ير فيه أثر أصابع رسول الله -عليه السلام- فأبى أن يأكله، فقال له رسول الله -عليه السلام-: ما منعك أن تأكل؟! قال: لم أر فيه أثرك يا رسول الله، قال رسول الله -عليه السلام-: أستحي من ملائكة الله، وليس بمحرم".




                                                الخدمات العلمية