الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6895 ص: ولكن لما روينا عن رسول الله -عليه السلام- ما وصفنا في الفصل المتقدم، وروي عن كعب بن عجرة أنها لا تصلح لبشر، فكان معنى ذلك عندنا -والله أعلم- أنها لا تصلح لبشر لنهي رسول الله -عليه السلام- عنها، لأنه لا يصلح لبشر أن يخالف رسول الله -عليه السلام- ثم قد جاء ما قد ذكرناه في الفصل الثاني من إباحتها باستعمال رسول الله -عليه السلام- إياها، فاحتمل أن يكون أحد الأمرين قد نسخ الآخر، فلما وجدنا أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، - رضي الله عنهم - وهم الخلفاء الراشدون المهديون ، -على قربهم من رسول الله -عليه السلام- وعلمهم بأمره قد فعلوا ذلك من بعده بحضرة أصحابه جميعا، وفيهم الذي حدث بالحديث الأول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكراهة، فلم ينكر ذلك أحد منهم، ثم فعله عبد الله بن مسعود ، وابن عمر 5 وأسامة بن زيد ، وأنس بن مالك ، - رضي الله عنهم - فلم ينكره عليهم منكر.

                                                [ ص: 439 ] ثبت بذلك أن هذا هو ما عليه أهل العلم من هذين الخبرين المرفوعين، وبطل بذلك ما خالفه؛ لما ذكرنا وبينا.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا استدراك ليبين أي الأحاديث من أحاديث الفصلين العمل عليه؟ وهو ظاهر.

                                                قوله: "قد فعلوا ذلك" أي وضع إحدى الرجلين على الأخرى "من بعده" أي من بعد النبي -عليه السلام-.

                                                قوله: "وفيهم" أي والحال أن في الصحابة "الذي حدث بالحديث الأول عن النبي -عليه السلام-" وهو جابر بن عبد الله ، وأبو هريرة - رضي الله عنهم -.




                                                الخدمات العلمية