الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6926 6927 6928 6929 6930 6931 [ ص: 465 ] ص: وكان من الحجة لهم في ذلك: ما حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد الليثي ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أسماء بنت عبد الرحمن ، -وكانت في حجر عائشة - رضي الله عنها -، عن عائشة قالت: "قدم رسول الله -عليه السلام- وعندي نمط لي فيه صورة، فوضعته على سهوتي فاجتذبه وقال: لا تستروا الجدر، قلت: فصنعته وسادتين فأخذه رسول الله -عليه السلام- يرتفق عليهما".

                                                حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو ، عن بكير بن الأشج ، عن ربيعة بن عطاء مولى بني أزهر، أنه سمع القاسم بن محمد يذكر عن عائشة زوج النبي -عليه السلام-: "أن رسول الله -عليه السلام- كان يرتفق عليهما".

                                                حدثنا علي بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني بكر بن مضر ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكير، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه، أن أباه حدثه، عن عائشة: " أنها كانت نصبت سترا فيه تصاوير، فدخل رسول الله -عليه السلام- فنزعه، فقطعته وسادتين، فقال رجل في المجلس حينئذ يقال له: ربيعة بن عطاء مولى بني أزهر: : أسمعت أبا محمد ، يذكر أن عائشة قالت: فكان رسول الله -عليه السلام- يرتفق بهما؟ فقال: لا، ولكني سمعت القاسم بن محمد يذكر ذلك عنها".

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا محمد بن أبي الوزير ، قال: سمعت مسلما ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة: "أنها جعلت سترا فيه تصاوير إلى القبلة فأمرها رسول الله -عليه السلام- فنزعته، وجعلت منه وسادتين، فكان النبي -عليه السلام- يجلس عليهما".

                                                حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، أن مالكا أخبره، عن نافع ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة أم المؤمنين: "أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله -عليه السلام- قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهة، فقلت: يا رسول الله، أتوب إلى الله وإلى رسوله، فماذا أذنبت؟ فقال رسول الله -عليه السلام-: ما بال هذه النمرقة؟ ؟ " قلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها، فقال رسول الله -عليه السلام-: إن [ ص: 466 ] أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، فيقال: أحيوا ما خلقتم، ثم قال: إن البيت الذي فيه تصاوير لا تدخله الملائكة".

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا شعبة ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه قال: قالت عائشة: " : كان ثوب فيه تصاوير فجعلته بين يدي رسول الله -عليه السلام- وهو يصلي فكرهه أو قالت: فنهاني، فجعلته وسائد". .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وكان من الدليل والبرهان لهؤلاء الآخرين فيما ذهبوا إليه، حديث عائشة - رضي الله عنها -.

                                                وأخرجه من ستة طرق صحاح:

                                                الأول: رجاله كلهم رجال الصحيح.

                                                وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، ذكرها ابن حبان في الثقات.

                                                وأخرجه عبد الله بن وهب في "مسنده".

                                                قوله: "نمط" بفتح النون والميم، وهو ضرب من البسط له خمل رقيق، ويجمع على أنماط.

                                                و"السهوة" بالسين المهملة بيت صغير منحدر في الأرض قليلا، شبيه بالمخدع والخزانة، وقيل: هو كالصفة بين يدي البيت وقيل: شبيه بالرف أو الطاق، يوضع به الشيء. و"الوسادة": المخدة.

                                                الثاني: أيضا رجاله رجال الصحيح، وعمرو هو أبو الحارث .

                                                وأخرجه مسلم : ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا ابن وهب ، قال: ثنا عمرو بن الحارث ، أن بكيرا حدثه، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه، أن أباه حدثه، عن عائشة زوج النبي -عليه السلام-: "أنها نصبت سترا فيه تصاوير، فدخل رسول الله -عليه السلام- ، فنزعه، قالت: فقطعته وسادتين".

                                                فقال رجل في المجلس -يقال له: ربيعة بن عطاء مولى بني زهرة: أما سمعت [ ص: 467 ] أبا محمد يذكر أن عائشة قالت: "كان رسول الله -عليه السلام- يرتفق عليهما؟ قال ابن القاسم : لا. قال: لكني سمعته؛ يريد القاسم بن محمد .

                                                قوله: "كان يرتفق عليهما"
                                                أي: يتكئ عليهما، ومن ذلك المرفقة؛ لأن المتكئ يضع مرفقه عليها.

                                                الثالث: أيضا رجاله رجال الصحيح ما خلا علي بن عبد الرحمن .

                                                وأخرجه النسائي : عن وهب بن بيان ، عن ابن وهب ، عن [بكير] ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة . . . . إلى آخره نحوه.

                                                الرابع: عن ابن مرزوق ، عن محمد بن أبي الوزير، هو محمد بن عمر بن المطرف القرشي الهاشمي أبو المطرف ابن أبي الوزير البصري، قال أبو حاتم : ليس به بأس. ووثقه ابن حبان [. . .] .

                                                الخامس: رجاله كلهم رجال الصحيح.

                                                وأخرجه مالك في "موطإه" .

                                                والبخاري : عن عبد الله بن مسلمة ، عن مالك .

                                                ومسلم : عن يحيى بن يحيى ، عن مالك .

                                                السادس: أيضا رجاله رجال الصحيح ما خلا ابن مرزوق .

                                                وأخرجه مسلم : عن إسحاق بن إبراهيم ، عن سعيد بن عامر ، عن شعبة . . . . إلى آخره نحوه.




                                                الخدمات العلمية