الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7235 7236 ص: ثم رجعنا إلى الكلام بين الذين ذهبوا إلى ما كان من رسول الله -عليه السلام - في حديث ابن الحنفية أنه كان خاصا بعلي - رضي الله عنه - فكان من حجة الفرقة التي ذهبت إلى أن النهي المذكور في حديث أبي هريرة 5 وجابر إنما هو على الكنية خاصة كان اسم المكتني بها محمدا أو لم يكن ; ما قد روي عن رسول الله -عليه السلام - :

                                                حدثنا بكار ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الكريم ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة قال : " نهى رسول الله -عليه السلام - أن يكتني بكنيته " .

                                                فقصد بالنهي في هذا الحديث إلى الكنية خاصة ، فدل ذلك أن ما قصد بالنهي إليه في الآثار التي ذكرناها قبله هي الكنية أيضا .

                                                [ ص: 235 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 235 ] ش: أشار بهذا الكلام إلى بيان حجج كل واحدة من الفرقتين من أهل المقالة الثانية فيما ذهب إليه ، وبين أولا حجج الفرقة الأولى ، وهو قوله : "فكان من حجة الفرقة التي ذهبت . . . . " إلى آخره .

                                                قوله : "ما قد روي عن رسول الله -عليه السلام - " في محل الرفع على أنه اسم كان .

                                                وقوله : "من حجة الفرقة " مقدما خبره ، بيان ذلك أنهم قالوا : النهي المذكور في حديث أبي هريرة وجابر إنما هو على التكني بكنية النبي -عليه السلام - خاصة سواء كان اسم الذي اكتنى به محمدا أو لم يكن ، والدليل على ذلك ما روي عن أبي هريرة قال : "نهى رسول الله -عليه السلام - أن يكتني بكنيته " فنص في هذا على النهي عن الكنية ، فدل على أن المنهي هو التكني بكنيته مطلقا .

                                                وأخرج ذلك بإسناد صحيح ، عن القاضي بكار ، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد شيخ البخاري ، عن عبد الملك بن جريج ، عن عبد الكريم بن مالك الجزري ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة -واسم أبي عمرة : بشير - بن عمرو بن محصن النجاري الأنصاري المدني الصحابي . وابنه عبد الرحمن ثقة ، روى له الجماعة إلا النسائي .

                                                يروي عن أبي هريرة .

                                                وفي بعض النسخ : عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن عمه ، عن أبي هريرة .

                                                وفي رواية ابن أبي شيبة في "مصنفه " : عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن عمه قال : قال رسول الله -عليه السلام - : "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي " .

                                                رواه عن وكيع عن سفيان ، عن عبد الكريم ، عن عبد الرحمن به . ولم يذكر في روايته : أبا هريرة .

                                                وعم عبد الرحمن هو ثعلبة بن عمرو بن محصن الأنصاري الصحابي - رضي الله عنه - .




                                                الخدمات العلمية