الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7237 7238 7239 [ ص: 236 ] ص: وقد دل على ذلك أيضا ما حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -عليه السلام - : " تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ; أنا أبو القاسم ، ، الله يعطي وأنا أقسم " .

                                                حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : ثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال : ثنا شعبة ، وحسين ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : "ولد لرجل من الأنصار غلام فسماه محمدا ، فقال النبي -عليه السلام - : أحسنت الأنصار ، تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي " .

                                                حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا أسد ، قال : ثنا محمد بن خازم ، عن الأعمش ، عن ابن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله -عليه السلام - : " تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ; فإنما جعلت قاسما أقسم بينكم " .

                                                فقد أخبر رسول الله -عليه السلام - بالمعنى الذي من أجله نهى أن يكتنى بكنيته ; وإنما هو لأنه يقسم بينهم .

                                                فثبت بذلك أن ما قصده كان في النهي إلى الكنية دون الجمع بينها وبين الاسم .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي : وقد دل أيضا على أن ما قصد بالنهي في الأحاديث السالفة هو التكني بكنيته مطلقا : ما حدثنا . . . . إلى آخره .

                                                وأخرج في ذلك عن أبي هريرة وجابر .

                                                أما عن أبي هريرة فأخرجه بإسناد صحيح ، عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، عن محمد بن عجلان ، عن أبيه عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه الترمذي : عن قتيبة ، عن الليث ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : "أن النبي -عليه السلام - نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته ، وسمى محمدا وأبا القاسم " .

                                                [ ص: 237 ] قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح .

                                                وأخرجه أبو يعلى في "مسنده " : ثنا أبو خيثمة ، نا يحيى بن سعيد ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي -عليه السلام - قال : "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي ، الله المعطي وأنا أقسم " .

                                                وأما عن جابر فأخرجه من طريقين صحيحين :

                                                الأول : عن سليمان عن عبد الرحمن بن زياد الثقفي ، عن سفيان ، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي ، عن سالم . . . . إلى آخره .

                                                وأخرجه مسلم : عن هناد بن السري ، عن عبثر ، عن حصين ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله قال : "ولد لرجل منا غلام فسماه محمدا ، فقلنا : لا نكنيك برسول الله -عليه السلام - حتى نستأمره ، فأتاه فقال : إنه ولد لي الليلة غلام فسميته برسول الله -عليه السلام - ، وإن قومي أبوا أن يكنوني به حتى نستأذن النبي -عليه السلام - ، وقال : سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ; فإنما بعثت قاسما أقسم بينكم " .

                                                الثاني : عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن أسد بن موسى ، عن محمد بن خازم -بالخاء والزاي المعجمتين - أبي معاوية الضرير ، عن سليمان الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر .

                                                وأخرجه مسلم أيضا عن أبي كريب ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش نحوه .




                                                الخدمات العلمية