الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7243 7244 ص: وقد ذهب إلى هذا المذهب إبراهيم النخعي ومحمد بن سيرين : حدثنا أحمد بن الحسن الكوفي ، قال : ثنا وكيع بن الجراح ، عن محل قال : "قلت لإبراهيم : : أكانوا يكرهون أن يكنى الرجل بأبي القاسم وإن لم يكن اسمه محمدا ؟ قال : نعم " .

                                                فهذا إبراهيم يحكي هذا أيضا عن من قبله ، يريد بذلك أصحاب عبد الله أو من فوقهم .

                                                وقد حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : ثنا الخصيب ، قال : ثنا يزيد بن إبراهيم ، عن محمد بن سيرين ، أن رسول الله -عليه السلام - قال : " تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي . قال : ورأيت محمد بن سيرين يكره أن يكتني الرجل أبا القاسم ، كان اسمه محمدا أو لم يكن " .

                                                التالي السابق


                                                ش: أشار بهذا المذهب إلى قول الفرقة الأولى من أهل المقالة الثانية .

                                                وأخرج عن إبراهيم النخعي من طريق أحمد بن الحسن بن القاسم بن سمرة الكوفي ، فيه مقال ، عن وكيع ، عن محل -بضم الميم وكسر الحاء المهملة وتشديد اللام - أبي محرز الضبي الكوفي الأعور -وثقه أحمد وابن معين .

                                                وأخرج عن محمد بن سيرين : عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن الخصيب - [ ص: 240 ] بفتح الخاء المعجمة وكسر الصاد المهملة - بن ناصح الحارثي البصري نزيل مصر ، وثقه ابن حبان ، عن يزيد بن إبراهيم القشيري البصري ، روى له الجماعة .

                                                وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه " : ثنا وكيع ، عن ابن عون ، قال : "قلت لمحمد : "أكان يكره أن يكنى الرجل بأبي القاسم وإن لم يكن اسمه محمدا ؟ قال : نعم " .

                                                قوله : "أكانوا يكرهون " الهمزة فيه للاستفهام ، وأراد به أصحاب عبد الله بن مسعود مثل : علقمة بن قيس والأسود بن يزيد وشقيق بن سلمة ومسروق وأضرابهم . وأراد بقوله : "أو من فوقهم " : الصحابة - رضي الله عنهم - لأن أصحاب عبد الله تابعين ، ومن فوق التابعين صحابة - رضي الله عنهم - وحكى البيهقي أن هذا هو مذهب الشافعي أيضا .

                                                وقال المنذري : اختلف هل النهي عام أو خاص ؟

                                                فذهبت طائفة من السلف إلى أن التكني وحده بأبي القاسم ممنوع كيف كان الاسم . وذهب آخرون من السلف إلى منع التكني بأبي القاسم وكذلك تسمية الولد بالقاسم ، لئلا يكون سببا للتكنية .

                                                وذهب آخرون من السلف إلى أن الممنوع الجمع بين التكنية والاسم ، وأنه لا بأس بالتكني بأبي القاسم مجردا ما لم يكن الاسم محمدا أو أحمد . وذهب آخرون -وشذوا - إلى منع التسمية باسم النبي -عليه السلام - جملة وكيف ما كان يكنى . وذهب آخرون إلى أن النهي في ذلك منسوخ .




                                                الخدمات العلمية