الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7244 7245 7246 ص: وكان من حجة من ذهب إلى أن النهي في ذلك إنما هو على الجمع بين الكنية والاسم جميعا : ما قد حدثنا أحمد بن داود قال : ثنا عبد العزيز بن خطاب الكوفي ، قال : ثنا قيس ، عن ابن أبي ليلى ، عن حفصة بنت البراء بن عازب ، عن عمها عبيد بن عازب : " ، أن رسول -عليه السلام - نهى أن يجمع بين اسمه وكنيته " .

                                                [ ص: 241 ] حدثنا فهد ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال : ثنا يحيى بن أيوب ، قال : حدثني محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله -عليه السلام - مثله .

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي ، قال : ثنا هشام بن أبي عبد الله ، قال : ثنا أبو الزبير ، عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سمي باسمي فلا يكتني بكنيتي ، ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمى باسمي " .

                                                قالوا : فثبت بهذه الآثار أن ما نهى عنه رسول الله -عليه السلام - من ذلك هو الجمع بين كنيته مع اسمه ، وفي حديث جابر إباحة التكني بكنيته إذا لم يتسم معها باسمه .

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بهؤلاء الذين ذهبوا إلى أن النهي في ذلك هو الجمع بين التسمي والتكني : الفرقة الثانية من أهل المقالة الثانية .

                                                قوله : "ما حدثنا " في محل الرفع على أنه اسم كان .

                                                قوله : "من حجة " مقدما خبره ، وأخرج لهم عن ثلاثة من الصحابة - رضي الله عنهم - :

                                                الأول : عن عبيد بن عازب .

                                                أخرجه عن أحمد بن داود المكي ، عن عبد العزيز بن خطاب الكوفي -نزيل البصرة ، قال أبو حاتم : صدوق . روى له ابن ماجه والنسائي في "خصائص علي - رضي الله عنه - " عن قيس بن الربيع الأسدي الكوفي ، فيه كلام كثير ، فعن يحيى : ضعيف . وعنه : ليس بشيء . وقال الجوزجاني : ساقط .

                                                عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي القاضي ، فيه مقال ، عن حفصة بنت البراء بن عازب ، عن عمها عبيد بن عازب الصحابي .

                                                وأخرجه الطبراني في "الكبير " : أنا العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا عبد العزيز بن الخطاب ، نا قيس بن الربيع ، عن ابن أبي ليلى ، عن حفصة بنت البراء بن عازب ، عن عمها عبيد بن عازب ، قال : قال رسول الله -عليه السلام - : "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي " .

                                                [ ص: 242 ] الثاني : عن أبي هريرة .

                                                أخرجه بإسناد صحيح . عن فهد بن سليمان ، عن سعيد بن الحكم المعروف -بابن أبي مريم المصري - شيخ البخاري ، عن يحيى بن أيوب الغافقي المصري ، عن محمد بن عجلان المدني ، عن أبيه عجلان مولى فاطمة بنت عتبة ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه الترمذي وأبو يعلى ، وقد ذكرناه آنفا .

                                                الثالث : عن جابر بن عبد الله .

                                                أخرجه بإسناد صحيح أيضا ، عن محمد بن خزيمة ، عن مسلم بن إبراهيم الأزدي القصاب شيخ البخاري وأبي داود ، عن هشام الدستوائي ، عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي ، عن جابر .

                                                وأخرجه الترمذي : ثنا الحسين بن حريث ، قال : نا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله -عليه السلام - : "إذا سميتم باسمي فلا تكتنوا بكنيتي " .

                                                قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه .




                                                الخدمات العلمية