الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5847 ص: وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على ذلك أيضا :

                                                حدثنا أحمد بن أبي داود ، قال : ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، قال : ثنا عبد الله بن معاذ ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس - رضي الله عنه - قال : " كان مع رسول الله -عليه السلام - رجل ، فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه ، ثم جاءت ابنة له فأجلسها إلى جنبه ، فقال : فهلا عدلت بينهما " .

                                                أفلا ترى أن رسول الله -عليه السلام - قد أراد منه التعديل بين الابنة والابن ، وأن لا يفضل أحدهما على الآخر ، فذلك دليل على ما ذكرنا في العطية أيضا ، والله أعلم .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قد روي عن النبي -عليه السلام - ما يدل على ما ذكرنا من ثبوت استواء الحكم في العطية للأولاد ، وقد ذكر هذا تأييدا لما قاله أبو يوسف ، وذهب إليه .

                                                [ ص: 363 ] أخرجه عن أحمد بن داود المكي ، عن يعقوب بن حميد شيخ ابن ماجه ، فيه مقال ، عن عبد الله بن معاذ بن نشيط وثقه ابن معين ، عن معمر بن راشد ، عن محمد بن مسلم الزهري .

                                                وأخرجه البزار في "مسنده " : ثنا بعض أصحابنا ، عن عبد الله بن موسى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس : "أن رجلا كان عند رسول الله -عليه السلام - فجاء ابن له فقبله وأقعده على فخذه ، وجاءته بنية له فأجلسها بين يديه ، فقال رسول الله -عليه السلام - : ألا سويت بينهما ؟ ! " .

                                                وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن معمر إلا عبد الله بن موسى ، وكان صنعانيا تحول إلى مكة . والله أعلم .




                                                الخدمات العلمية