الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6178 ص: فقال أهل المقالة الأولى : لو كان الحديث على ما ذكرتم من التأويل الذي وصفتم ; إذا لما كان بنا إلى ذكر النبي -عليه السلام - ذلك من حاجة ; لأن هذا تعلمه العامة فضلا عن الخاصة ، فالكلام بذلك فضل وليس من صفته -عليه السلام - الكلام بالفضل ولا الكلام بما لا فائدة فيه ، فكان من الحجة للآخرين عليهم في ذلك : أن ذلك ليس بفضل بل هو كلام صحيح وفيه فائدة ; وذلك أنه أعلمهم أن الرجل إذا أفلس فوجب أن يقسم جميع ما في يده بين غرمائه ، فثبت ملك رجل لبعض ما في يده ; أنه أولى بذلك ، وإذا كان الذي ذلك في يده قد ملكه وغر فيه ; فلا يجب له فيه حكم إذ كان مغرورا ; فعلمهم بهذا الحديث ما علمهم بحديث سمرة ، - رضي الله عنه - ، وبقي أن يكون المغرور الذي يشكل حكمه عند العامة يستحق بذلك المغرور شيئا ، فهذا وجه لهذا الحديث صحيح .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا اعتراض من جهة أهل المقالة الأولى على ما ذكره أهل المقالة الثانية من التأويل المذكور في حديث أبي هريرة ، وهو ظاهر ، وأجاب عن ذلك بقوله : فكان من الحجة للآخرين عليهم -أي على أهل المقالة الأولى وهو ظاهر .

                                                قوله : "أنه أعلمهم " أي أن رسول الله -عليه السلام - أعلم أمته .

                                                [ ص: 549 ] قوله : "أنه أولى " جملة وقعت خبرا في قوله : "أن الرجل " .

                                                قوله : "إذ كان " "إذ " ها هنا للتعليل .

                                                قوله : "صحيح " مرفوع ; لأنه صفة لقوله : "فهذا وجه " .




                                                الخدمات العلمية