الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4802 ص: وكان من الحجة لأبي حنيفة 5 ومحمد على أهل هذا القول: أن معنى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه" إنما ذلك على الصلوات المكتوبة لا على النوافل، ألا ترى إلى قوله في حديث عبد الله بن سعد: " : لأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد".

                                                وقوله في حديث زيد بن ثابت : - رضي الله عنه -: "خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" وذلك حين أرادوا أن يقوم بهم في شهر رمضان في التطوع، وورد ذكرنا ذلك في غير هذا الموضع من هذا الكتاب، فلما روي ذلك على ما ذكرنا كان تصحيح الآثار يوجب أن الصلاة في مسجد رسول الله -عليه السلام- التي فيها الفضل على الصلاة في البيوت هي الصلاة التي هي خلاف هذه الصلاة وهي المكتوبة.

                                                فثبت بذلك فساد ما احتج به أبو يوسف، ، وثبت أن من أوجب على نفسه صلاة في مكان، فصلاها في غيره أجزأه، فهذا وجه هذا الباب من طريق الآثار.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وكان من الدليل والبرهان لأبي حنيفة ومحمد بن الحسن فيما ذهبا إليه على قول أبي يوسف، وأراد بها أن احتجاج أبي يوسف بالأحاديث المذكورة لما ذهب إليه فاسد، وبين ذلك بقوله: "إن معنى قول رسول الله -عليه السلام-...." إلى آخره.

                                                قوله: "ألا ترى إلى قوله" أي قول النبي -عليه السلام- في حديث عبد الله بن سعد الأنصاري الحرامي الصحابي.

                                                وحديثه رواه ابن ماجه: ثنا أبو بشر بكر بن خلف، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث ، عن حرام بن معاوية ، عن عمه عبد الله بن سعد، قال: "سألت رسول الله -عليه السلام- أيهما أفضل; الصلاة في [ ص: 43 ] بيتي، أو الصلاة في المسجد؟ قال: ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد! فلأن أصلي في بيتي أحب إلي [من] أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة".

                                                وقوله: "في حديث زيد بن أسامة مر في كتاب [....] .




                                                الخدمات العلمية