الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7269 ص: حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، قال: كتب إلي كثير بن عبد الله بن عمرو يحدثني، عن أبيه ، عن جده قال: " رأيت النبي -عليه السلام- كبر في الأضحى سبعا وخمسا، وفي الفطر مثل ذلك".

                                                [ ص: 436 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 436 ] ش: يونس هو ابن عبد الأعلى ، وابن وهب هو عبد الله، وجد عبد الله هو عمرو بن عوف المزني الصحابي .

                                                وأخرجه الترمذي: عن أبي عمرو مسلم بن عمرو ، عن عبد الله بن نافع ، عن كثير بن عبد الله ، عن أبيه، عن جده: "أن النبي -عليه السلام- كبر في العيدين في الأولى سبعا وفي الثانية خمسا".

                                                وأخرجه ابن ماجه: عن محمد بن عبد الله بن عبيد ، عن محمد بن خالد ، عن كثير نحوه.

                                                وأخرجه الدارقطني ثم البيهقي، ثم قال البيهقي، قال الترمذي: سألت محمدا -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: ليس في هذا الباب شيء أصح من هذا، وبه أقول.

                                                قلت: كثير بن عبد الله بن عمرو المذكور قال فيه الشافعي: ركن من أركان الكذب. وقال أبو داود: كذاب. وقال ابن حبان يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب.

                                                وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن حنبل: منكر الحديث ليس بشيء، وقال عبد الله بن أحمد: ضرب أبي على حديثه في "المسند"، ولم يحدث عنه. وقال أبو زرعة: واهي الحديث.

                                                فإذا كان الأمر كذلك فكيف يقال في حديثه هذا: ليس في هذا الباب شيء أصح من هذا؟!.

                                                فإن قلت: لا يلزم من هذا الكلام صحة الحديث، بل المراد منه أنه أصلح شيء في هذا الباب، وكثيرا ما يريدون بهذا الكلام هذا المعنى.

                                                [ ص: 437 ] قلت: الذي يفهم من كلام البيهقي أنه أراد الصحة، وكذا قال عبد الحق في "أحكامه" فقال عقيب حديث كثير هذا: صحح البخاري هذا الحديث.

                                                ولئن سلمنا أنه أراد به أنه أصلح شيء في هذا الباب، ولكن ليس الأمر كذلك أيضا، بل حديث عمرو بن شعيب أصلح منه؛ فافهم.

                                                وقال ابن [دحية]: في "العلم المشهور": وكم حسن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة وأسانيد واهية منها هذا الحديث -أعني حديث كثير- عن أبيه، عن جده، فإن الحسن عندهم ما نزل درجة الصحيح، ولا يرد عليه إلا من كلامه؛ فإنه قال في "علله" التي في كتابه "الجامع": والحديث الحسن عندنا ما روي من غير وجه ولم يكن شاذا ولا في إسناده من يتهم بالكذب.




                                                الخدمات العلمية