الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10933 4988 - (11326) - (3\37) عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحا"، فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: "بالسوية بين الناس"، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله، حتى يأمر مناديا فينادي، فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول: أنا، فيقول: ائت السدان، يعني: الخازن، فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني

[ ص: 473 ]

مالا، فيقول له: احث، حتى إذا جعله في حجره، وأبرزه، ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفسا، أو عجز عني ما وسعهم؟ قال: فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين، أو ثمان سنين، أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أو قال: ثم لا خير في الحياة بعده".


التالي السابق


* قوله : "يرضى عنه ساكن السماء"؛ أي: الملائكة.

* "قال بالسوية"؛ أي: العدل الذي ينبغي، لا أنه يعطي كل أحد مثل

ما يعطي لآخر؛ فإن هذا غير ممدوح.

* "ائت السدان": ضبط بفتح السين وتشديد دال.

* "أجشع": أجزع.

* "فلا يقبل منه"؛ أي: لا يقبل منه المهدي أو خازنه، ويقول له: "إنا

لا نأخذ. . . إلخ".

وفي "المجمع": قلت: رواه الترمذي وغيره باختصار كثير، رواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كثير، ورجالهما ثقات.

* * *




الخدمات العلمية