الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11383 5138 - (11792) - (3\83 - 84) عن أبي سعيد الخدري، قال: عدا الذئب على شاة، فأخذها، فطلبه الراعي، فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه، قال: ألا تتقي الله، تنزع مني رزقا ساقه الله إلي، فقال: يا عجبي! ذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الإنس؟ فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك: محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب، يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنودي: الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي: " أخبرهم " ، [ ص: 51 ] فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدق، والذي نفسي بيده! لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده " .

التالي السابق


* قوله : " فأقعى الذئب " : من الإقعاء، وهو جلوس الكلب ونحوه.

* " قال! يا عجبا " : أي: قال الراعي: واعجبي! بإلحاق ألف التعجب في آخره.

* " بأنباء ما قد سبق " : أي: " أخبار الأمم السالفة مخبرا بها عن الله تعالى من غير سبق تعلم منه لذلك، ففيه شهادة من الذئب له صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وقد سبق مثل هذا في حديث أبي هريرة بإسناد رجاله ثقات.

* " فزواها " : - بزاي معجمة - ; أي: جمعها وضمها إلى طرف من أطراف المدينة.

* " بالصلاة جامعة " : - بنصب الجزأين - ; أي: ائتوها جامعة، أو برفعهما - ، والباء داخلة على المجموع، فلا يظهر آثار في مفرد، وفي أصل قديم بدون الباء.

وفي " المجمع " : قلت: عند الترمذي طرف من آخره رواه أحمد، وفي رواية أخرى عن أبي سعيد أيضا قال: " بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الحليفة، إذ عدا عليه الذئب. . . إلخ " رواه أحمد، والبزار بنحوه باختصار، ورجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.




الخدمات العلمية