الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11431 [ ص: 59 ] 5154 - (11841) - (3\88 - 89) أن أبا سعيد الخدري حدثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له، عدا عليه الذئب، فأخذ شاة من غنمه، فأدركه الأعرابي، فاستنقذها منه، وهجهجه، فعانده الذئب يمشي، ثم أقعى مستذفرا بذنبه يخاطبه، فقال: أخذت رزقا رزقنيه الله. قال: واعجبا من ذئب مقع مستذفر بذنبه يخاطبني. فقال: والله! إنك لتترك أعجب من ذلك، قال: وما أعجب من ذلك؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في النخلات بين الحرتين يحدث الناس عن نبإ ما قد سبق وما يكون بعد ذلك. قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتى ألجأها إلى بعض المدينة، ثم مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى ضرب عليه بابه، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " أين الأعرابي صاحب الغنم؟ " ، فقام الأعرابي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " حدث الناس بما سمعت وما رأيت " . فحدث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب، وسمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: " صدق، آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده! لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله، فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده " .

التالي السابق


* قوله : " وهجهجه " : في " القاموس " : هجهج بالسبع: صاح، وبالجمل: زجره.

* " مستذفرا " : كأن الذال معجمة مقلوبة من الثاء المثلثة، والاستثفار: إدخال الكلب ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه، وقد سبق التنبيه على هذا في مسند أبي هريرة .

* * *




الخدمات العلمية