الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
75 51 - (74) - (1 \ 12) عن عمر، قال: تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة، أو حذيفة - شك عبد الرزاق - ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا - ، فتوفي بالمدينة، قال: فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة، قال: سأنظر في ذلك، فلبثت ليالي، فلقيني، فقال: ما أريد أن أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فلم يرجع إلي شيئا، فكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي، فخطبها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا; قال:

[ ص: 66 ] قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئا حين عرضتها علي إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها، ولم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها،
نكحتها.

التالي السابق


* قوله: "تأيمت" : أي: صارت بلا زوج.

* "فعرضت عليه" : فيه عرض البنات على الصالحين.

* "فلم يرجع إلي شيئا" : أي: ما رد إلي جوابا، فهو من رجع المتعدي، قال - تعالى - : فإن رجعك الله [التوبة: 83].

* "أوجد" : أغضب.

* "فخطبها إلي" : - بتشديد الياء - .

* "يذكرها" : من الذكر; أي: بإظهار ميله إليها.

* "لأفشي" : من الإفشاء بمعنى: الإظهار.

* * *




الخدمات العلمية