الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11653 5269 - (12064) - (3\109) عن أنس: أن نبي الله - عليه الصلاة والسلام - أتاه رعل، وذكوان، وعصية، وبنو لحيان، فزعموا أنهم قد أسلموا، فاستمدوه على قومهم، فأمدهم نبي الله - عليه الصلاة والسلام - يومئذ بسبعين من الأنصار، قال أنس: كنا نسميهم في زمانهم: القراء كانوا يحطبون بالنهار، ويصلون بالليل، فانطلقوا بهم، حتى إذا أتوا بئر معونة، غدروا بهم، فقتلوهم، فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا في صلاة الصبح يدعو على هذه الأحياء: رعل، وذكوان، وعصية، وبني لحيان.

قال: قال قتادة: وحدثنا أنس: أنهم قرؤوا به قرآنا - وقال ابن جعفر في حديثه: إنا قرأنا بهم قرآنا - " بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا، فرضي عنا وأرضانا " ، ثم رفع ذلك بعد. وقال ابن جعفر: ثم نسخ ذلك أو رفع.


التالي السابق


* قوله : " أتاه رعل " : - بكسر الراء وسكون المهملة - .

[ ص: 126 ] * " وذكوان " : - بفتح المعجمة وإسكان الكاف - .

* " وعصية " : مصغر، والياء مشددة.

* " وبنو لحيان " : - بكسر اللام أو فتحها وسكون المهملة - .

* " يحطبون " : يجمعون الحطب.

* " بئر معونة " : - بفتح الميم وضم المهملة - ، قيل: هي بئر قبل نجد، وكانت غزوتها في أول سنة أربع قبل أحد بأشهر.

وفي " المشارق " : بين عسفان ومكة وأرض هذيل; حيث قتل القراء.

ص* " قرؤوا به " : أي: فيه.

وقال الدمياطي: فيه وهم; فإن بني لحيان لم يكونوا من أصحاب بئر معونة، وإنما كانوا من أصحاب الرجيع الذين قتلوا عاصما وأصحابه، وكذا قوله: " أتاه رعل وذكوان. . . إلخ " وهم، وإنما الذي أتاه: أبو مراء من بني كلاب، وأجار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأخفر جواره عامر بن طفيل، وجمع عليهم هذه القبائل من سليم.

* * *




الخدمات العلمية