الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11805 5362 - (12215) - (3\121) عن أنس: أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا - يعني: عظم - ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي عليه: غفورا رحيما، فيكتب: عليما حكيما، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: " اكتب كذا وكذا، اكتب كيف شئت " ، ويملي عليه: عليما حكيما، فيقول: أكتب سميعا بصيرا؟ فيقول: " اكتب كيف شئت " . فارتد ذلك الرجل عن الإسلام، فلحق بالمشركين، وقال: أنا أعلمكم بمحمد، إن كنت لأكتب كيفما شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الأرض لم تقبله " . وقال أنس: فحدثني أبو طلحة: أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل، فوجده منبوذا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه مرارا، فلم تقبله الأرض.

التالي السابق


* قوله : " جد " : ضبط: - بفتح فتشديد دال - .

* " اكتب كذا وكذا " : أي: كما قلت لك، وكما كتبت أنت; أي: هما وجهان جائزان، وهذا مبني على أنه جوز له في سبعة أحرف.

* " أنا أعلمكم " : ضبط - بضم الهمزة - على أنه مضارع من الإعلام; أي: أخبركم بحال محمد، ويحتمل أنه - بفتح الهمزة - على أنه اسم تفضيل،; أي: أنا أعلمكم به بالتجربة.

[ ص: 169 ] * " إن كنت " : مخففة من الثقيلة.

* " منبوذا " : أي: مطروحا، طرحته الأرض.

* * *




الخدمات العلمية