الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11834 5381 - (12243) - (3\123) عن أنس: أن جارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فارسيا كان طيب المرق، فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه يدعوه، فقال: " وهذه؟ " لعائشة، فقال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا " ، ثم عاد يدعوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " : " وهذه؟ " ، قال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا " ، ثم عاد يدعوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " : " وهذه؟ " ، قال: نعم، في الثالثة، فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله.

التالي السابق


* قوله : " ثم جاءه يدعوه فقال: وهذه؟ لعائشة. . . إلخ " : قال النووي: محمول على أنه كان هناك عذر يمنع وجوب إجابة الدعوة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم مخيرا بين الإجابة وتركها، فاختار أحد الجائزين، وهو تركها إلا أن يأذن لعائشة معه; لما كان بها من الجوع ونحوه، فكره صلى الله عليه وسلم الاختصاص بالطعام دونها، وهذا من جميل المعاشرة، وحقوق المصاحبة، وآداب المجالسة المؤكدة، فلما أذن لها، اختار النبي صلى الله عليه وسلم الجائز الآخر؟ لتجدد المصلحة، وهو حصول ما كان يريده من إكرام جليسه، وإيفاء حق معاشرة، وقد ذهب كثير من العلماء إلى عدم وجوب الإجابة في غير وليمة العرس; كهذه الصورة.

* " يتدافعان " : أي: يمشي كل واحد منهما في أثر صاحبه، ولعل الفارسي ما دعا لعائشة أولا لقلة الطعام، فأراد توقيره صلى الله عليه وسلم.

* * *




الخدمات العلمية