الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
765 545 - (763) - (1 \ 98) عن محمد بن علي، أنه سمع علي بن أبي طالب، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء " فقلنا: يا رسول الله، ما هو قال؟: " نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهورا، وجعلت أمتي خير الأمم".

[ ص: 392 ]

التالي السابق


[ ص: 392 ] * قوله: "أعطيت" : على بناء المفعول.

* "نصرت" : على بناء المفعول.

* "بالرعب" : - بضم فسكون أو بضمتين - ; أي: بقذفه من الله في قلوب الأعداء بلا أسباب ظاهرية وآلات عادية له، بل بضدها; فإنه صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يربط الحجر ببطنه من الجوع، ولا يوقد النار في بيوته، ومع هذه الحال كانت الكفرة في خوف شديد من بأسه صلى الله عليه وسلم، مع ما عندهم من المتاع والآلات، فلا يرد أن الناس يخافون من الجبابرة.

* "أحمد" : دلالة على أنه رئيس الحامدين، ولذلك خص بلواء الحمد يوم القيامة صلى الله عليه وسلم.

* "طهورا" : - بفتح الطاء - ، والمراد: أن الأرض ما دامت على حالها الأصلية، فهي كذلك، وإلا، فقد تخرج بالنجاسة عن ذلك، والحديث لا ينفي ذلك.

* "أمتي" : يدل على أن خطاب "كنتم" في قوله تعالى: كنتم خير أمة [آل عمران: 110]، لتمام الأمة، لا الصحابة بخصوصهم.

وفي "المجمع": فيه عبد الله بن محمد، وهو سيئ الحفظ، وكان أحمد وغيره يحتجون بحديثه، فالحديث حسن.

قلت: والمتن معلوم بالصحة من وجوه أخر.

* * *




الخدمات العلمية