الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12030 5500 - (12438) - (3\141) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، سمع أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما نزلت: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [آل عمران: 92]، قال أبو طلحة: يا رسول الله! إن الله يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها

[ ص: 250 ] عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم " : " بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين " ، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. قال: فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.


التالي السابق


* قوله : " بيرحاء " : قيل: فيه وجوه أقواها - فتح الباء الموحدة وسكون المثناة وفتح الراء، ممدود أو مقصور - : اسم لبستان بالمدينة.

* " طيب " : صفة ماء.

* " البر " : اسم لجوامع خصال الخير; كما في قوله تعالى: ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر [البقرة: 177]، الآية، والمعنى: إنكم وإن أتيتم بكل الخيرات، لن تفوزوا بإحراز خصلة البر، ولن تبلغوا حقيقتها، حتى تكون نفقتكم من الأموال المحبوبة لديكم.

* " بخ " : - بإسكان الخاء، أو كسرها منونا - : يقال عند التعجب والمدح والرضا بالشيء.

* " رابح " : - بالباء الموحدة - ; أي: ذو ربح يناله صاحبه في الآخرة، فاسم الفاعل للنسبة; كلابن وتامر، أو المراد: رابح صاحبه; بتقدير المضاف، أو التجوز في النسبة، أو اسم الفاعل بمعنى المفعول; أي: مربوح.

* " في الأقربين " : أي: منك.

* * *




الخدمات العلمية