الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12060 5514 - (12469) - (3\144) عن عمرو، عن أنس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة، ولا فخر، وأعطى لواء الحمد، ولا فخر، وأنا سيد الناس يوم القيامة، ولا فخر، وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة، ولا فخر.

وإني آتي باب الجنة، فآخذ بحلقتها، فيقولون: من هذا؟ فأقول: أنا محمد، فيفتحون لي، فأدخل، فإذا الجبار مستقبلي، فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، وتكلم يسمع منك، وقل يقبل منك، واشفع تشفع. فأرفع رأسي فأقول: أمتي، أمتي يا رب! فيقول: اذهب إلى أمتك، فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان، فأدخله الجنة. فأقبل، فمن وجدت في قلبه ذلك، فأدخله الجنة.

فإذا الجبار مستقبلي، فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، وتكلم يسمع منك، وقل يقبل منك، واشفع تشفع. فأرفع رأسي، فأقول: أمتي، أمتي أي رب! فيقول: اذهب إلى أمتك، فمن وجدت في قلبه نصف حبة من شعير من الإيمان، فأدخلهم الجنة، فأذهب، فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك، أدخلتهم الجنة.

فإذا الجبار مستقبلي، فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، وتكلم يسمع منك، وقل يقبل منك، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتي، أمتي، [ ص: 261 ] فيقول: اذهب إلى أمتك، فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان، فأدخله الجنة، فأذهب، فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة.

وفرغ الله من حساب الناس، وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئا؟! فيقول الجبار: فبعزتي! لأعتقنهم من النار. فيرسل إليهم، فيخرجون وقد امتحشوا، فيدخلون في نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل، ويكتب بين أعينهم: هؤلاء عتقاء الله، فيذهب بهم، فيدخلون الجنة، فيقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون، فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاء الجبار " .


التالي السابق


* قوله : " عن جمجمتي " : - بضم جيمين - : عظم الرأس المشتمل على الدماغ، والمراد هاهنا: الرأس، بل تمام البدن، والمعنى: تنشق عن جمجمتي قبلهم، والجملة بيان لقوله: " أول الناس " .

* " لواء الحمد " : أي: لواء يدل على أنه رئيس أهل الحمد، واللواء كان علامة الرئاسة عندهم.

* " فأقبل " : من الإقبال; أي: إلى أمتي; أي: أرجع إليهم.

* " وأدخل من بقي " : صيغة ماض على بناء المفعول من الإدخال.

* * *




الخدمات العلمية