الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12196 5593 - (12607) - (3\157) عن عارم، حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي يحدث: أن أنسا قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبي، فانطلق إليه نبي الله صلى الله عليه وسلم، وركب حمارا، وانطلق المسلمون يمشون، وهي أرض سبخة، فلما انطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إليك عني، فو الله! لقد آذاني ريح حمارك. فقال رجل من الأنصار: والله! لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك. قال: فغضب لعبد الله رجل من قومه، قال: فغضب لكل واحد منهما أصحابه، قال: وكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي والنعال، فبلغنا أنها نزلت فيهم: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما [الحجرات: 9].

التالي السابق


* قوله : " وهي أرض سبخة " : ضمير " هي " للأرض التي كانوا يمشون بها، [ ص: 304 ] والسبخة - بالفتحات - : هي أرض تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر، وهذا بيان لسبب ركوبه صلى الله عليه وسلم، أو بيان لما كان يتحمل من التعب في هدايته؟ ليعلم به سوء معاملته جدا، ويحتمل أن يكون الضمير لابن أبي، والتأنيث باعتبار الخبر، وفيه إشارة إلى قلة عقله، وأنه في العقل كالمرأة، والمعنى أنه محل غير قابل للخيرات، وإنما هو قابل لنحو الشوك.

* " إليك عني " : أي: تبعد - قاتله الله ما أقل حياءه! - .

* " أطيب ريحا منك " : أصاب الجواب - رحمه الله، ورضي عنه - .

* " رجل من قومه " : الظاهر أنه مؤمن كما يقتضيه ظاهر الآية، وكأنه حملته حمية كان يعتادها قبل على ذلك.

* * *




الخدمات العلمية