الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12203 5598 - (12614) - (3\158 - 159) عن عمه أنس بن مالك، قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وإن الجمل استصعب عليهم، فمنعهم ظهره، وإن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنه كان لنا جمل نسني عليه، وإنه استصعب علينا، ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " قوموا " ، فقاموا، فدخل الحائط والجمل في ناحيته، [ ص: 309 ] فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، فقالت الأنصار: يا رسول الله! إنه قد صار مثل الكلب الكلب، وإنا نخاف عليك صولته، فقال: " ليس علي منه بأس " ، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقبل نحوه، حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط، حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه: يا نبي الله! هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك، ونحن نعقل، فنحن أحق أن نسجد لك! فقال: " لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده! لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتبجس بالقيح والصديد، ثم استقبلته تلحسه، ما أدت حقه " .

التالي السابق


* قوله : " يسنون عليه " : أي: يستقون عليه.

* " نسني عليه " : هكذا في النسخ، وكذا هو في " المجمع " ، ومقتضى كتب اللغة: نسنو - بالواو - كما في كتب الغريب; فإن أهل الغريب نقلوا لفظ الحديث بالواو.

* " قد عطش " : كفرح.

* " أذل ما كانت " : الظاهر أنه بالنصب على الحال، ولكن يشكل عليه أنه معرفة ظاهرا، والحال نكرة، ويمكن رفعه بتقدير: هو أذل، وجعل الجملة حالا.

* " لو كان " : أي: الزوج.

* " إلى مفرق رأسه " : - بفتح فسكون فكسر - ; أي: وسط رأسه.

* " قرحة " : - بفتح قاف وسكون راء - : حبة تخرج في البدن، وهذا خبر كان.

* " تتبجس " : بموحدة وتشديد جيم وسين مهملة - ; أي: تتفجر.

[ ص: 310 ] وفي " المجمع " : رواه أحمد، والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن أخي أنس، وهو ثقة.

* * *




الخدمات العلمية