الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12611 5710 - (13023) - (3\195) عن ثابت، قال: حدثنا أنس قال: صارت صفية لدحية في مقسمه، وجعلوا يمدحونها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ويقولون: ما رأينا في السبي مثلها، قال: فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما أراد، ثم دفعها إلى أمي فقال: " أصلحيها " . قال: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر حتى إذا جعلها في ظهره نزل، ثم ضرب عليها القبة، فلما أصبح قال صلى الله عليه وسلم: " من كان عنده فضل زاد، فليأتنا به " . قال: فجعل الرجل يجيء بفضل التمر، وفضل السويق، وبفضل السمن، حتى جعلوا من ذلك سوادا حيسا، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس، ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء.

قال: فقال أنس: " فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، وانطلقنا حتى إذا رأينا جدر المدينة هششنا إليها، فرفعنا مطينا، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيته، قال: وصفية خلفه قد أردفها، قال: فعثرت مطية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصرع وصرعت قال: فليس أحد من الناس ينظر إليه، ولا إليها حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسترها، قال: فأتيناه فقال: " لم نضر " ، قال: فدخل المدينة، فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن لصرعتها.


التالي السابق


* قوله : " هششنا إليها " : - بكسر الشين الأولى - ، أي: سارعنا إليها ارتياحا.

* " لم نضر " : على بناء المفعول للمتكلم مع الغير.

* * *




الخدمات العلمية