الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
13701 [ ص: 449 ] 5850 - (14115) - (3\292) أن جابر بن عبد الله، قال: غزونا - أو سافرنا -

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن يومئذ بضعة عشر ومئتان، فحضرت الصلاة، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل في القوم من ماء؟ " فجاء رجل يسعى بإداوة فيها شيء من ماء، قال: فصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قدح، قال: فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحسن الوضوء، ثم انصرف، وترك القدح، فركب الناس القدح تمسحوا، وتمسحوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على رسلكم " حين سمعهم يقولون ذلك، قال: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه في الماء والقدح، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بسم الله " ، ثم قال: " أسبغوا الوضوء " ، فوالذي هو ابتلاني ببصري! لقد رأيت العيون، عيون الماء، يومئذ تخرج من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رفعها حتى توضئوا أجمعون.


التالي السابق


* قوله : " ونحن يومئذ بضعة عشر ومئتين " : هكذا في النسخ، والظاهر: مئتان.

* " فركب الناس القدح " : أي: ازدحموا عليه.

* " تمسحوا " : صيغة أمر من التمسح كما ضبط في نسخة قديمة; أي: يقول بعضهم لبعض: تمسحوا، كأنهم قصدوا بذلك التبرك دون الوضوء، أو رأوا جواز ذلك لضرورة، ورأوا أن التيمم عند العجز عن المسح، وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم: " أسبغوا الوضوء " .

* " ابتلاني بالبصر " : يدل على أنه ذكر هذا الحديث بعد أن عمي.

* * *




الخدمات العلمية