الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15050 [ ص: 332 ] 6502 - (15476) - (3 \ 421) عن قيس بن سعد ، قال : زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا ، فقال : "السلام عليكم ورحمة الله " ، قال : فرد سعد ردا خفيا . قال قيس : فقلت : ألا تأذن لرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ! قال : ذره يكثر علينا من السلام ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "السلام عليكم ورحمة الله " ، فرد سعد ردا خفيا ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتبعه سعد ، فقال : يا رسول الله ! قد كنت أسمع تسليمك ، وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام ، قال : فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر له سعد بغسل ، فوضع ، فاغتسل ، ثم ناوله - أو قال : ناولوه - ملحفة مصبوغة بزعفران وورسي ، فاشتمل بها ، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول : " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة " .

قال : ثم أصاب من الطعام ، فلما أراد الانصراف ، قرب إليه سعد حمارا قد وطأ عليه بقطيفة ، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال سعد : يا قيس ! اصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال قيس : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اركب " ، فأبيت ، ثم قال : "إما أن تركب ، وإما أن تنصرف " ، قال : فانصرفت .


التالي السابق


* قوله : "فرد سعد ردا خفيا " : يدل على أن الإسماع في الرد غير لازم ، وقد قرره النبي صلى الله عليه وسلم .

* "ذره " : أي : اتركه على حاله .

* "واتبعه " : أي : أدركه ولحقه " .

* "بغسل " : - بضم فسكون - ; أي : بماء يغسل به .

* "بزعفران وورس " : فيه استعمال الثوب المصبوغ بالزعفران والورس ، وقد جاء النهي عن التزعفر ، فلعل ذاك النهي محمول على الاستعمال في البدن .

* "إما أن تركب " : ظاهره أنه لا ينبغي أن يركب أحد الرفيقين ويمشي الآخر إذا كانت الدابة مطيقة ، بخلاف ما إذا كانوا كثيرين ، فركب واحد ، والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية