الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15701 6927 - (16134) - (4\6) عن قيس بن أبي كرزة، قال : كنا نسمى السماسرة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتانا بالبقيع فقال : " يا معشر التجار - فسمانا باسم أحسن من اسمنا - إن البيع يحضره الحلف، والكذب، فشوبوه بالصدقة " .

التالي السابق


* قوله : "كنا" : أي : معشر التجار .

* "نسمى " : على بناء المفعول ، ويحتمل بناء الفاعل بتقدير : أي أنفسنا .

* "السماسرة" : - بفتح السين الأولى وكسر الثانية - : جمع سمسار - بكسر السين - ، وهو القيم بأمر البيع ، والحافظ له .

قال الخطابي : هو اسم أعجمي ، وكان كثير ممن يعالج البيع والشراء فيهم العجم ، فتلقوا هذا الاسم عنهم ، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم بالتجار الذي هو من الأسماء العربية .

[ ص: 245 ] * "يا معشر التجار!" : - بضم فتشديد ، أو كسر وتخفيف - .

* "الحلف" : بفتح حاء مهملة وكسرة لام - : اليمين الكاذبة ، ذكره السيوطي في بعض الحواشي .

قلت : ويجوز سكون اللام أيضا ، ذكره في "المجمع" وغيره ، والحلف : اليمين مطلقا ، وتخصيص الكاذبة جاء من ضم الكذب إلى الحلف .

* "فشوبوه" : - بضم الشين - : أمر من الشوب بمعنى : الخلط ، أمرهم بذلك ليكون كفارة لما يجري بينهم من الكذب وغيره ، والمراد بها : صدقة غير معينة حسب تضاعيف الآثام .

* * *




الخدمات العلمية