الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16266 7188 - (16707) - (4\77) عن معدي بن سليمان ، حدثنا شعيب بن مطير ، عن أبيه مطير - ومطير حاضر يصدقه مقالته - ، قال : كيف كنت أخبرتك؟ قال : يا أبتاه أخبرتني أنك لقيك ذو اليدين ، بذي خشب ، فأخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم إحدى صلاتي العشي - وهي العصر - فصلى ركعتين ، وخرج سرعان الناس وهم يقولون : أقصرت الصلاة أقصرت الصلاة؟ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهما مبتديه ، فلحقه ذو اليدين ، فقال : يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال : " ما قصرت الصلاة ، ولا نسيت " ثم أقبل على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال : " ما يقول ذو اليدين؟ " فقالا : صدق يا رسول الله ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثاب الناس ، فصلى ركعتين ، [ ص: 471 ] ثم سلم ، ثم سجد سجدتي السهو قال أبو سليمان : " حدثت ست سنين أو سبع سنين : ثم سلم ، وشككت فيه ، وهو أكثر حفظي ".

التالي السابق


* قوله : "بذي خشب" : ضبط - بضمتين - : واد بالمدينة على مسيرة ليلة منها .

* "أقصرت الصلاة" : - بفتح قاف وضم صاد - على بناء الفاعل ، أو - بضم قاف فكسر صاد - على بناء المفعول ، والهمزة للاستفهام; أي : يتساءلون فيما بينهم ، ويحتمل أن يكون الاستفهام للتقرير .

* "وهما مبتديه" : - بتشديد الدال - .

في "القاموس" : ابتداه ابتدادا : أخذاه من جانبيه ، ونصب "مبتديه" على الحال ، والخبر مقدر; أي : هما يتبعانه ، أو يمشيان معه مبتديه .

* "ما قصرت ولا نسيت" : أي : ما وقع شيء منهما في ظني ، وهذا صدق بلا ريب .

* قوله : "صدق" : أي : في زعمه أن أحدهما واقع ، وإلا فكلامه استفهام لا يوصف بصدق أو كذب .

* "وثاب الناس" : أي : رجعوا .

* * *




الخدمات العلمية