الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1351 759 - (1348) - (1 \ 156 - 157) عن علي ، قال : وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة ، فقال : " هذا الموقف ، وعرفة كلها موقف " . ثم أردف أسامة ، فجعل يعنق على ناقته ، والناس يضربون الإبل يمينا وشمالا ، لا يلتفت إليهم ، ويقول : "السكينة أيها الناس " ، ودفع حين غابت الشمس ، فأتى جمعا ، فصلى بها الصلاتين - يعني : المغرب والعشاء - ، ثم بات بها ، فلما أصبح ، وقف على قزح ، فقال : "هذا قزح ، وهو الموقف ، وجمع كلها موقف " . قال : ثم سار ، فلما أتى محسرا ، قرعها ، فخبت ، حتى جاز الوادي ، ثم حبسها ، وأردف الفضل ، ثم سار حتى أتى

[ ص: 56 ] الجمرة فرماها ، ثم أتى المنحر فقال : "هذا المنحر ، ومنى كلها منحر " .

ثم أتته امرأة شابة من خثعم ، فقالت : إن أبي شيخ قد أفند ، وقد أدركته فريضة الله في الحج ، فهل يجزئ أن أحج عنه ؟ قال : "نعم ، فأدي عن أبيك " ، قال : ولوى عنق الفضل ، فقال له العباس : يا رسول الله ! ما لك لويت عنق ابن عمك ; قال : "رأيت شابا وشابة ، فخفت الشيطان عليهما " .

قال : وأتاه رجل ، فقال : "أفضت قبل أن أحلق . قال : "فاحلق ، أو قصر ، ولا حرج " .

قال : وأتى زمزم ، فقال : "يا بني عبد المطلب ! سقايتكم ، لولا أن يغلبكم الناس عليها ، لنزعت " .


التالي السابق


* قوله : "يعنق " : من أعنق .

* "لا يلتفت " : هكذا بزيادة "لا" في هذه الرواية في نسخة "المسند " ، و"الترتيب " ، وقد سبق "يلتفت" بدون زيادة "لا " ، وهو الأقرب معنى ، وقد جاءت الرواية بزيادة "لا" في أبي داود أيضا ، فيحمل على أن المعنى أنه لا يلتفت إلى مشيهم ، ولا يشاركهم في فعلهم .

* "قد أفند " : على بناء المفعول ; أي : غيره الكبر .

* * *




الخدمات العلمية