الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17674 [ ص: 506 ] 7833 - (18140) - (4\245) عن علي بن ربيعة الأسدي، قال: مات رجل من الأنصار يقال له: قرظة بن كعب ، فنيح عليه، فخرج المغيرة بن شعبة، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما بال النوح في الإسلام؟ أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ألا، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار " ألا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من نيح عليه، عذب بما يناح به عليه" .

التالي السابق


* قوله : "فنيح عليه ": على بناء المفعول; من النياحة، وهي البكاء بصوت .

* "ليس ككذب علي ": أي: بل هو أعظم من الكذب على غيري، ذكره تمهيدا لما بعده، وأن ذلك الحديث ليس من تصنعه; إذ ليس له أن يتصنع بعد هذا الحديث .

* "بما يناح عليه ": "ما" مصدرية، و"الباء" للسببية; أي: يعذب بسبب النياحة عليه، ومحمله ما إذا كان راضيا بذلك في حياته; بأن أوصى بذلك، أو علم منهم ذلك ولم يمنعهم، فكأنه رضي به، وفي بعض النسخ: "بما يناح به عليه " بزيادة "به "، ف "ما" موصولة، والباء للاستعانة، مثل باء كتبت بالقلم; أي: يعذب بالكلام الذي تقوله النائحة; بأن يقال له تهديدا: هل كنت كذلك؟ والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية