الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1542 882 - (1539) - (1 \ 178) عن سعد بن أبي وقاص ، قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، جاءته جهينة ، فقالوا : إنك قد نزلت بين أظهرنا ، فأوثق لنا حتى نأتيك وتؤمنا . فأوثق لهم ، فأسلموا ، قال : فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب ، ولا نكون مئة ، وأمرنا أن نغير على حي من بني كنانة إلى جنب جهينة ، فأغرنا عليهم ، وكانوا كثيرا ، فلجأنا إلى جهينة فمنعونا ، وقالوا : لم تقاتلون في الشهر الحرام ؟ فقلنا : إنما نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام ، فقال بعضنا لبعض : ما ترون ؟ فقال بعضنا : نأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فنخبره ، وقال قوم : لا ، بل نقيم ها هنا ، وقلت أنا في أناس معي : لا ، بل نأتي عير قريش فنقتطعها ، فانطلقنا إلى العير ، وكان الفيء إذ ذاك : من أخذ شيئا فهو له ، فانطلقنا إلى العير ، وانطلق أصحابنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه الخبر ، فقام غضبان محمر الوجه ، فقال : "أذهبتم من عندي جميعا ، وجئتم متفرقين ; إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة ، لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم ، أصبركم على الجوع والعطش " ، فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي ، فكان أول أمير أمر في الإسلام .

[ ص: 129 ]

التالي السابق


[ ص: 129 ] * قوله : "بين أظهرنا " : أي : في قربنا .

* "فأوثق لنا " : أي : العهد .

* "وقومنا " : عطف على ضمير نأتيك .

* "أن نغير " : من الإغارة .

* "محمر الوجه " : من الاحمرار .

* "فقال : أذهبتم ؟ " : بهمزة الاستفهام .

* "الفرقة " : - بضم الفاء - ; أي : التفرق .

* "أصبركم " : يحتمل أنه ماض من الإصبار ; أي : أمركم بالصبر على الجوع والعطش ، وأن يكون اسم تفضيل ; أي : هو أصبركم ; أي : أكثركم تحملا للجوع والعطش ، والله تعالى أعلم .

* "أمر " : من التأمير .

في "المجمع " : فيه مجالد بن سعيد ، وهو ضعيف عند الجمهور ، ووثقه النسائي في رواية ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح .

* * *




الخدمات العلمية