الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19167 [ ص: 461 ] 8427 - (19666) - (4 \ 409) عن حميد بن هلال، حدثنا أبو بردة قال: قال أبو موسى الأشعري: أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين: أحدهما عن يميني، والآخر عن يساري فكلاهما سأل العمل والنبي صلى الله عليه وسلم يستاك قال: " ما تقول يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس؟ " قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنهما يطلبان العمل. قال: فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قلصت. قال: " إني أو لا نستعمل على عملنا من أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس ". فبعثه على اليمن، ثم أتبعه معاذ بن جبل، فلما قدم عليه قال: انزل وألقى له وسادة، فإذا رجل عنده موثق قال: " ما هذا؟ " قال: كان يهوديا فأسلم، ثم راجع دينه دين السوء فتهود. قال: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرار، فأمر به فقتل، ثم تذاكرنا قيام الليل، فقال معاذ بن جبل: " أما أنا فأنام، وأقوم، أو أقوم وأنام، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي ".

التالي السابق


* قوله: "قلصت: أي: ارتفعت شفته بسبب كون السواك تحتها.

* "قضاء الله ورسوله": - بالرفع - على أنه خبر لمقدر؛ أي: ذاك، وهو قتل المرتد قضاء الله ورسوله، ويمكن - نصبه - بتقدير: عليك، أو خذ، ونحو ذلك.

* "وأرجو في نومتي": من الثواب والأجر؛ بناء على أن النوم إذا قصد به القوة على العبادة يكون فيه الأجر كما في العبادة.

* * *




الخدمات العلمية