الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19400 8530 - (19901) - (4\435) عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في بعض أسفاره: وقد تفاوت بين أصحابه السير رفع بهاتين الآيتين صوته يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل [الحج: 2] حتى بلغ آخر الآيتين قال: فلما سمع أصحابه بذلك حثوا المطي، وعرفوا أنه عند قول يقوله، فلما تأشبوا حوله قال: " أتدرون أي يوم ذاك؟ " قال: " ذاك يوم ينادى آدم فيناديه ربه فيقول: يا آدم ابعث بعثا إلى النار. فيقول: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين [ ص: 22 ] في النار، وواحد في الجنة". قال: فأبلس أصحابه حتى ما أوضحوا بضاحكة، فلما رأى ذلك قال: " اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج، ومن هلك من بني آدم وبني إبليس قال: فأسري عنهم، ثم قال: " اعملوا وأبشروا، فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو الرقمة في ذراع الدابة".

التالي السابق


* قوله : "حثوا المطي": أي: أسرعوا المطي مقبلين إليه.

* "إنه عند قول": أي: إنه يقصد أن يقول لهم قولا .

* "تأشبوا": - بهمزة وتشديد شين معجمة بعدها موحدة - يقال: تأشب القوم: إذا اختلطوا.

وفي "النهاية" أي: تدانوا أو تضاموا.

* "يوم ينادى": - على بناء المفعول - .

* "فأبلس": - على بناء الفاعل - أي: سكتوا حزنا ، و"المبلس": الساكت من الحزن.

* "بضاحكة": أي: بأسنان ضاحكة؛ أي: ما أظهروا الأسنان ضحكا .

* "إلا كثرتاه": بالتخفيف؛ أي: غلبتاه بالكثرة، يقال: كاثرته فكثرته؛ أي: غلبته بالكثرة.

* "كالشامة": بخفة الميم: الخال.




الخدمات العلمية