الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19512 8555 - (20014) - (4\447) عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، أن أخاه مالكا قال: يا معاوية إن محمدا أخذ جيراني فانطلق إليه؛ فإنه قد عرفك وكلمك. قال: فانطلقت معه فقال: دع لي جيراني؛ فإنهم قد كانوا أسلموا فأعرض عنه، فقام متمعطا فقال: أم والله لئن فعلت؟ إن الناس ليزعمون أنك تأمر بالأمر، وتخالف إلى غيره، وجعلت أجره وهو يتكلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يقول؟ " فقالوا: إنك والله لئن فعلت ذلك إن الناس ليزعمون أنك لتأمر بالأمر وتخالف إلى غيره. قال: فقال: " أو قد قالوها أو قائلهم فلئن فعلت ذاك، وما ذاك إلا علي، وما عليهم من ذلك من شيء أرسلوا له جيرانه".

التالي السابق


* قوله : "فانطلق إليه": بصيغة الأمر؛ أي: انطلق معي إليه.

* "فقال": أي: مالك.

* "فأعرض عنه": كأنه ما اعتمد على خبره.

* "فقام": أي: مالك.

* "متمعطا ": متسخطا متعصبا ، يجوز فيه - إهمال العين وإعجامها - .

* "لئن فعلت": بالخطاب؛ أي: حبس جيراني مع إسلامهم.

* "بالأمر": كتخليص المسلم، وعدم التعرض لنفسه وماله.

[ ص: 37 ]

* "إلى غيره": أي: إلى خلافه؛ كحبس المسلم، والتعرض لنفسه، يريد به: أن الناس يعرفون إسلامهم، قاله؛ تحقيقا لقوله، ودفعا لتهمة الكذب عنه.

* "وجعلت": بالتكلم.

* "أجره": من الجر؛ أي: ليتأدب، ولا يأتي بكلام بعيد.

* "أوقد قالوها؟": أي: هذه الكلمة.

* "أوقائل هم": اسم فاعل مبتدأ؛ لتقدم الاستفهام، والضمير فاعل سد مسد الخبر، و"أو" للشك من الراوي، ويحتمل أن يكون بالإضافة إلى الضمير؛ أي: أوقائلهم يقول ذلك، ويؤيده ما يجيء بعده من الرواية.

* "فلئن فعلت ذاك": الجزاء مقدر؛ أي: لكان قولهم حقا ، قال ذلك حين اعتمد على خبره، وظهر له أنه حق، وفيه: أنه يجوز الحبس للتهمة، وعند زوالها يجب تركه.

* * *




الخدمات العلمية