الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20752 9039 - (21261) - (5\139) عن أبي بن كعب: أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أول ما رأيت في أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وقال: "لقد سألت أبا هريرة إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا رجل يقول لرجل: أهو هو؟ قال: نعم، فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط، وأرواح لم أجدها من خلق قط، وثياب لم أرها على أحد قط، فأقبلا إلي يمشيان، حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي، لا أجد لأخذهما مسا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصر ولا هصر. فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدري، ففلقها فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له: أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئا كهيئة العلقة، ثم نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرأفة والرحمة، فإذا مثل الذي أخرج يشبه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى، فقال: اغد واسلم فرجعت بها أغدو به رقة على الصغير ورحمة للكبير ".

التالي السابق


* قوله : "لقد سألت": أي: أبا هريرة، والمراد: الإخبار بأن سؤالك في محله.

[ ص: 376 ]

* "أهو هو؟": أحدهما ضمير المطلوب، والثاني ضميره صلى الله عليه وسلم؛ أي: أهذا هو المطلوب؟ أو المطلوب هذا؟

* "لخلق": أي: لمخلوق.

* "بلا قصر": أي: بلا حبس للنفس علي، والقصر: الحبس.

* "ولا هصر": أي: بلا كسر عضو وإمالته؛ من هصر ظهره؛ أي: ثناه إلى الأرض، والمراد: أنه ما كان أذى بوجه من الوجوه.

* "افلق": أمر من فلقه؛ كضرب: إذا شقه.

* " فهوى": كرمى؛ أي: مال.

* "ثم هز": - بالتشديد - أي: حرك.

* "واسلم": من السلامة، قاله لأن المحل كان محل خوف تلف.

* "أغدو به": أي: غدوا مصحوبا بذلك الفعل.

* "رقة": أي: حال كوني ذا رقة.

* * *




الخدمات العلمية