الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
21787 9511 - (22290) - (5 \ 266) عن أبي أمامة الباهلي قال: لما كان في حجة الوداع قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم فقال: "يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم، وقبل أن يرفع العلم وقد كان أنزل الله عز وجل [ ص: 162 ] يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم، وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم [المائدة: 101] ". قال: فكنا قد كرهنا كثيرا من مسألته، واتقينا ذاك حتى أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قال: فأتينا أعرابيا فرشوناه برداء قال: فاعتم به حتى رأيت حاشية البرد خارجة من حاجبه الأيمن. قال: ثم قلنا له: سل النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقال له: يا نبي الله، كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها، وعلمنا نساءنا وذرارينا وخدمنا؟ قال: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب قال: فقال: "أي: ثكلتك أمك وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقون بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإن من ذهاب العلم أن يذهب حملته " ثلاث مرار.

التالي السابق


* قوله: "لما كان في حجة الوداع": - اسم "كان "، وفاعل "قام " هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، بطريق التنازع.

* "نذكر هنا": أي: يخطر ببالنا كثير مما ينبغي السؤال عنه.

* "واتقينا": من الاتقاء، أي: تركنا السؤال عنه.

* "فاعتم به": أي: جعله عمامة له.

* " أي" حرف نداء، والمنادى مقدر؛ كأنه قال: أي: فلان !

*. "ثكلتك": من ثكل؛ كعلم.

* "يتعلقون": أي: يعملون، فبين أولا أن ذهاب العلم بذهاب العلم، وثانيا بذهاب أهله؛ إشارة إلى قرب أجله، وأن بذهابه يذهب غالب العلم، وإن كان القرآن عندهم؛ إذ لا يظهر ما في القرآن إلا بفهمه، فإذا ذهب صاحب الفهم، ذهب ما في القرآن، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية