الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22276 9707 - (22782) - (5 \ 328) عن أبي مسلم قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وفيهم شاب أكحل براق الثنايا محتب، فإذا اختلفوا في شيء سألوه فأخبرهم فانتهوا إلى خبره. قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل قال: فقمت إلى الصلاة. قال: فأردت أن ألقى بعضهم، فلم أقدر على أحد منهم انصرفوا، فلما كان الغد دخلت، فإذا معاذ يصلي إلى سارية قال: فصليت عنده، فلما انصرف جلست بيني وبينه السارية، ثم احتبيت فلبثت ساعة لا أكلمه، ولا يكلمني قال: ثم قلت: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجوها أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك. قال: فلأي شيء؟ قال: قلت: لله تبارك وتعالى. قال: فنثر حبوتي، ثم قال: فأبشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء".

قال: ثم خرجت فألقى عبادة بن الصامت قال: فحدثته بالذي حدثني معاذ فقال عبادة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: " حقت محبتي [ ص: 303 ] على المتحابين في، يعني نفسه وحقت محبتي للمتناصحين في، وحقت محبتي على المتزاورين في، وحقت محبتي على المتباذلين في على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون".


التالي السابق


* قوله: "يغبطهم بمكانهم. . . إلخ": المراد: استعظام ذلك المكان، حتى يستعظمه هؤلاء، مع ما لهم من أمثاله، أو ما هو فوقه، وليس المراد: أنهم ليس لهم مثل هذا، بل لهم دون هذا، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية