الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
23200 10089 - (23712) - (5\438) عن سلمان الفارسي، قال: كنت من أبناء أساورة فارس، فذكر الحديث، قال: فانطلقت ترفعني أرض، وتخفضني أخرى، حتى مررت على قوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة، فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم، وكان العيش عزيزا، فقلت لها: هبي لي يوما، فقالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا، فبعته فصنعت طعاما، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه، فقال: " ما هذا؟ " فقلت: صدقة، فقال لأصحابه: " كلوا " ولم يأكل، قلت: هذه من علاماته، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث، فقلت لمولاتي: هبي لي يوما، قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا، فبعته بأكثر من ذلك فصنعت طعاما، فأتيته به وهو جالس بين أصحابه، فوضعته بين يديه فقال: " ما هذا؟ " قلت: هدية، فوضع يده، وقال لأصحابه: " خذوا بسم الله "، وقمت خلفه، فوضع رداءه، فإذا خاتم النبوة، فقلت: أشهد أنك رسول الله فقال: " وما ذاك؟ " فحدثته عن الرجل، وقلت: أيدخل الجنة يا رسول الله، فإنه حدثني أنك نبي؟ فقال: " لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة " فقلت: يا رسول الله، إنه أخبرني أنك نبي أيدخل الجنة؟ قال: "لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة".

* * *

[ ص: 21 ]

التالي السابق


[ ص: 21 ] * قوله: "كنت من أبناء أساورة فارس": في "الصحاح": الأسوار والإسوار ضبط: - الأول بفتح الهمزة، والثاني بكسرها - : الواحد من أساورة الفرس، قال أبو عبيد: هم الفرسان، والهاء عوض من الياء، كان أصله أساوير، وكذلك الزنادقة أصله الزناديق، عن الأخفش، والأساورة أيضا قوم من العجم بالبصرة نزلوها؛ كالأحامرة بالكوفة.

* "فاستعبدوني": أي: اتخذوني عبدا.

* "عزيزا": أي: قليلا.

* "هبي": - بفتح الهاء - : أمر من الهبة.

* "إلا نفس مسلمة" : يريد أن مجرد القول لا يثبت الإسلام الموجب لدخول الجنة، ولم يرد أنه لا يدخل الجنة، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية