الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
23275 10118 - (23787) - (5\452) عن قيس بن عباد، قال: كنت في المسجد، فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع، فدخل فصلى ركعتين فأوجز فيهما، فقال القوم: هذا رجل من أهل الجنة، فلما خرج اتبعته حتى دخل منزله، فدخلت معه، فحدثته فلما استأنس قلت له: إن القوم لما دخلت قبل المسجد قالوا: كذا وكذا قال: سبحان الله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك لم؟ إني رأيت رؤياي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه، رأيت كأني في روضة خضراء، قال ابن عون: فذكر من خضرتها وسعتها، وسطها عمود حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة، فقيل لي: اصعد عليه فقلت: لا أستطيع، فجاءني منصف، قال ابن عون: هو الوصيف، فرفع ثيابي من خلفي، فقال: اصعد عليه، فصعدت حتى أخذت بالعروة، فقال: استمسك بالعروة، فاستيقظت وإنها لفي يدي، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه فقال: " أما الروضة فروضة الإسلام، وأما العمود فعمود الإسلام، وأما العروة فهي العروة الوثقى أنت على الإسلام حتى تموت " قال: وهو عبد الله بن سلام.

التالي السابق


* قوله: "فجاءني منصف": - بكسر ميم وقد تفتح، وسكون نون - : الخادم، وهو الوصيف؛ كالكريم.

* "وإنها لفي يدي": أي: دام استمساكها إلى أن استيقظت على ذلك، وليس المراد: أنه رأى ذلك بعد الاستيقاظ في حالة اليقظة في يده.

* * *




الخدمات العلمية