الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1922 1093 - (1919) - (1 \ 221) قال عمرو : قال أبو الشعثاء : من هي ؟ قال : قلت : يقولون : ميمونة . قال : أخبرني ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم .

التالي السابق


* قوله : "من هي " : أي : التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم محرما .

* "نكح ميمونة وهو محرم " : حمل غالب الفقهاء وأهل الحديث على أن هذا وهم من ابن عباس ، ورجحوا حديث ميمونة ورافع ; لكون ميمونة صاحبة

[ ص: 292 ] الواقعة ، فهي أعلم بها من غيرها ، ورافع كان سفيرا بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينها ، وابن عباس كان إذ ذاك صغيرا ، ولكون حديثهما أوفق بالحديث القولي الذي سبق في مسند عثمان .

وقالوا : ولو سلم أن حديث ابن عباس يعارض حديث ميمونة ، يسقط الحديثان للتعارض ، ويبقى حديث عثمان القولي سالما عن المعارضة ، فيؤخذ به ، ولو سلم أن حديث ابن عباس لا يسقط ، ولا يعارضه حديث ميمونة ورافع ، فلا شك أنه حكاية فعل يحتمل الخصوص ، وحديث عثمان قول نص في التشريع ، فيؤخذ به قطعا على مقتضى القواعد .

وقال بعضهم : بل حديث ابن عباس أرجح سندا ; فقد أخرجه الستة ، فلا يعارضه شيء من حديث ميمونة ورافع ، والأصل في الأفعال العموم ، فيقدم على حديث عثمان أيضا ، ويؤخذ به دون غيره ، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية