الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
147 113 - (146) - (1 \ 22) عن أبي يزيد الخولاني، أنه سمع فضالة بن عبيد، يقول: سمعت عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الشهداء ثلاثة: رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو، فصدق الله حتى قتل، فذلك الذي يرفع إليه الناس أعناقهم يوم القيامة - ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه حتى وقعت قلنسوته أو قلنسوة عمر - ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو، فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح، أتاه سهم غرب فقتله، هو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن جيد الإيمان

[ ص: 116 ] خلط عملا صالحا وآخر سيئا، لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الثالثة " .


التالي السابق


* قوله: "فصدق الله" : بالتخفيف - ; أي: جاهد في سبيله بالصدق.

* "يرفع إليه الناس" : أي: لارتفاع درجته.

* "ورفع رسول الله رأسه" : أي: لبيان كيفية رفع الناس أعناقهم.

* "وقعت" : أي: سقطت من غاية الرفع.

* "أو قلنسوة عمر" : يريد أن عمر أيضا رفع رأسه، فلا يدري أنه سقطت قلنسوة أيهما.

* "فكأنما يضرب" : على بناء المفعول; أي: فحصل له أدنى ضعف في صدق الهمة، وصار كمن يضرب جلده بشوك طلح، فيميل، قيل: هو إما كناية عن قف شعره من الفزع والجبن، أو عن ارتعاد فرائصه وأعضائه، والطلح: شجر عظام من شجر العضاه، له نور طيب الرائحة.

* "غرب" : أي: لا يدرى راميه.

* * *




الخدمات العلمية