الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
26911 11130 - (27457) - (6\436) عن أم العلاء ، وهي امرأة من نسائهم - قال يعقوب: أخبرته - بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فآلت عثمان بن مظعون في السكنى - قال يعقوب: طار لهم في السكنى - حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين قالت أم العلاء: فاشتكى عثمان بن مظعون عندنا فمرضناه حتى إذا توفي أدرجناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وما يدريك أن الله أكرمه؟ " قالت فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما هو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير والله ما أدري، وأنا رسول الله ما يفعل بي " - قال يعقوب: به - قالت: فقلت : والله لا أزكي أحدا بعده أبدا، فأحزنني ذلك فنمت فأريت لعثمان عينا تجري، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك عمله".

التالي السابق


* قوله: "فآلت عثمان": - بمد الهمزة، ونصب - عثمان - من آل الأمير [ ص: 152 ] رعيته: إذا أحسن رعايتها، وآل فلان ماله؛ أي: أصلحه.

* "طار لهم": أي: وقع في حصتهم.

* "فمرضناه": من التمريض؛ أي: خدمناه في مرضه.

* "ذاك عمله": أي: لأنه مات مرابطا؛ فإن المدينة كانت محل الرباط يومئذ، وعمل المرابط لا ينقطع، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية