الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2143 [ ص: 379 ] 1262 - (2142) - (1 \ 240) عن ابن عباس : أن رجلا أتاه ، فقال : أرأيت رجلا قتل رجلا متعمدا ؟ قال : فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما [النساء : 93] ، قال : لقد أنزلت في آخر ما نزل ، ما نسخها شيء حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما نزل وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : أرأيت إن تاب ، وآمن وعمل صالحا ، ثم اهتدى ؟ قال : وأنى له بالتوبة ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ثكلته أمه : رجل قتل رجلا متعمدا ، يجيء يوم القيامة آخذا قاتله بيمينه ، أو بيساره ، وآخذا رأسه بيمينه ، أو بشماله ، تشخب أوداجه دما في قبل العرش ، يقول : يا رب ! سل عبدك فيم قتلني ؟ " .

التالي السابق


* قوله : "وأنى له بالتوبة " : - الباء - زائدة .

* "ثكلته أمه " : - بكسر الكاف - ; أي : فقدته ، وهذا يحتمل أن يكون من قول ابن عباس متعلق بكلامه ، ذكره ها هنا معترضا ; أي : أنى له التوبة ، ثكلته أمه ؟ ! ويحتمل أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ذكره تمهيدا لما بعده ، وعلى الثاني فقوله : "رجل قتل رجلا " : خبر لمقدر ; كأنه جواب لمن قال : من هو ؟ فقال : هو رجل قتل رجلا متعمدا .

* وقوله : "يجيء يوم القيامة " : بيان للعلة ; كأنه جواب لمن قال : ما باله يدعى عليه بذلك ؟ فقال : "يجيء" ; أي : مقتوله ، وعلى الأول ، فقوله : "رجل قتل رجلا" مبتدأ ، خبره "يجيء" ; أي : يجيء مقتوله .

* "تشخب " : كمنع ونصر ; أي : تسيل .

* "في قبل العرش " : - بضمتين - : ما استقبلك منه ، ومراد ابن عباس بذكر الحديث : أنه ما يكون هذا السؤال إلا لأجل تعذيبه ، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية