الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2800 1625 - (2803) - (1\307 - 308) عن ابن عباس - ولا أحفظ حديث بعضهم من بعض - أنه قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا غلام، أو يا غليم، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ " فقلت: بلى. فقال: " احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إليه في الرخاء، يعرفك في الشدة، وإذا سألت، فاسأل الله، وإذا استعنت، فاستعن بالله، قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك، لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك، لم يقدروا عليه، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا".

التالي السابق


* قوله: "تعرف إليه": قد سبق هذا الحديث مشروحا إلا بعض الألفاظ.

* "تعرف إليه"، وهو - بتشديد الراء - أي: تحبب إليه بلزوم طاعته، واجتناب معصيته; لأن المعرفة سبب المحبة، "والرخاء" مقابل الشدة، "ويعرفك " بالجزم على أنه جواب الأمر; أي: يعنك في الشدة.

قال النووي في "شرح الأربعين " له: قد نص الله تعالى في كتابه أن العمل الصالح ينفع عند الشدة، وينجي قائله، وأن عمل المعصية يودي بصاحبه عند الشدة، قال تعالى حكاية عن يونس - عليه السلام - : فلولا أنه كان من [ ص: 88 ] المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون [الصافات: 43 ا - 144]، ولما قال فرعون: لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل [يونس: 90] قال له الملك: آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين [يونس: 91].

* "على ما تكره": أي: طبعا.

* "وأن النصر": من الله.

* "مع الصبر": من العبد.

* "وأن الفرج": - بفتحتين - : الخروج من الغم.

* "مع الكرب": - بفتح فسكون - : الغم الذي يأخذ بالنفس، والمقارنة تقتضي سرعة الزوال.

* "وإن مع العسر يسرا": بمنزلة الاستشهاد.

* * *




الخدمات العلمية