الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3071 1725 - (3081) - (1\333) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمني جبريل عند البيت، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس، فكانت بقدر الشراك، ثم صلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلى بي العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم، ثم صلى الغد الظهر حين كان ظل كل شيء مثله، ثم صلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلى بي العشاء إلى ثلث الليل الأول، ثم صلى بي الفجر فأسفر، ثم التفت إلي فقال: يا محمد، هذا وقت الأنبياء من قبلك، الوقت فيما بين هذين الوقتين".

[ ص: 147 ]

التالي السابق


[ ص: 147 ] * قوله: "أمني جبرئيل عند البيت": أي: الكعبة، قال الغزالي: عند باب البيت، واعترض عليه النووي بأن المعروف: عند البيت، ورده العيني بأن الشافعي هكذا رواه، وكذا البيهقي، والطحاوي في "شرح الآثار".

* "فكانت بقدر الشراك": أي: كانت الشمس، والمراد: ظلها، على تقدير المضاف، والشراك - بكسر الشين - : أحد سيور النعل التي تكون على وجهها.

قال محيي السنة: الشمس في مكة ونواحيها إذا استوت فوق الكعبة في أطول يوم من السنة، لم ير لشيء من جوانبها ظل، فإذا زالت ظهر الفيء قدر الشراك من جانب المشرق، وهو أول وقت الظهر، انتهى.

وعلى هذا فالفيء الأصلي يومئذ غير موجود أصلا، فلا حاجة إلى استثنائه في وقت العصر.

* "ثم صلى بي العصر": شرع فيها، والمراد بقوله:

* "صلى بي الغد الظهر": أنه فرغ منها، وذلك لأن تعريف وقت الصلاة بالمرتين يقتضي أن يعتبر الشروع في أولى المرتين، والفراغ في الثاثية منهما; ليتعين بهما الوقت، ويعرف أن الوقت من شروع الصلاة في أولى المرتين إلى الفراغ منها في المرة الثانية، فسقط ما يتوهم أن لفظ الحديث يعطي وقوع الظهر في اليوم الثاني في وقت العصر في اليوم الأول، فيلزم إما التداخل في أوقات الصلاة، وهو مردود عند الجمهور، أو النسخ، وهو يفوت التعريف المقصود بإمامة جبرئيل مرتين.

* "هذا وقت الأنبياء": قيل: المراد: هذا مثل وقت الأنبياء، أو مثل هذا [ ص: 148 ] وقت الأنبياء; بمعنى أن أوقاتهم كانت واسعة لها أول وآخر كأوقات صلاتك، وإلا فبعض الصلوات مخصوصة بهذه الأمة، ويتعلق بهذا الحديث بسط ذكرناه في "حاشية أبي داود" وغيره.

* * *




الخدمات العلمية