الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3603 1894 - (3614) - (1\381) عن عبد الله، قال: كنت مستترا بأستار الكعبة، فجاء ثلاثة نفر: قرشي، وختناه ثقفيان، أو ثقفي وختناه قرشيان، كثير شحم بطونهم، قليل فقه قلوبهم، فتكلموا بكلام لم أسمعه فقال أحدهم: أترون الله يسمع كلامنا هذا؟ فقال الآخر: أرانا إذا رفعنا أصواتنا سمعه، وإذا لم نرفعها لم يسمعه ، فقال الآخر: إن سمع منه شيئا سمعه كله، قال: "فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم إلى قوله: وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين [فصلت: 22 - 23]".

[ ص: 245 ]

التالي السابق


[ ص: 245 ] * قوله: "وختناه": - بفتحتين - .

* "كثير شحم بطونهم": أشار إلى أن جهلهم كان بسبب كثرة أكلهم.

* "لم أسمعه": أي: لخفائه.

* "هذا": أي: الخفي.

* "أرانا" بضم الهمزة : أخذه بقياسه بالمخلوقات.

* "إن سمع منه": أي: من جنس الكلام.

* "شيئا": أي: ولو كان جهرا.

* "سمعه كله": أي: كل الكلام سره وجهره; لأن سماعه الجهر مع كونه في السماء يقتضي ذلك.

* * *




الخدمات العلمية